ثم تواترت عليه الأخبار بقطعهم هذا النهر، وعبورهم هذا الجسر، وهو يأبى ذلك ويحلف أنهم لن يعبروه، وأن مصارعهم دونه، ثم قال:
سيروا إلى القوم، فوالله لا يفلت منهم عشرة، ولا يقتل منكم عشرة (1).
فسار عليه السلام فأشرف عليهم وقد عسكروا بالموضع المعروف بالرميلة على حسب ما قال لأصحابه، فلما أشرف عليهم قال: الله أكبر، صدق الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فتصاف القوم، ووقف عليهم بنفسه فدعاهم إلى الرجوع والتوبة، فأبوا ورموا أصحابه، فقيل له: قد رمونا. فقال: كفوا، فكرروا القول عليه ثلاثا وهو يأمرهم بالكف، حتى أتي برجل [من أصحابه] قتيل متشحط بدمه، فقال: الله أكبر الآن حل قتالهم، احملوا على القوم.
مروج الذهب: ج 2 ص 405 وللكلام مصادر كثيرة.