في كرم غرست، وفي حرم أنبتت، وفيه تشعبت وأثمرت وعزت وامتنعت فسمت به وشمخت حتى أكرمه الله عز وجل بالروح الأمين، والنور المبين، والكتاب المستبين، فسخر له البراق، وصافحته الملائكة، وأرعب به الأباليس، وهدم به الأصنام والآلهة المعبودة دونه.
سنته الرشد، وسيرته العدل، وحكمه الحق، صدع بما أمره ربه وبلغ ما حمله، حتى أفصح بالتوحيد دعوته (1)، وأظهر في الخلق أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، حتى خلصت له الوحدانية، وصفت له الربوبية، وأظهر الله بالتوحيد حجته، وأعلى بالإسلام درجته، واختار الله عز وجل لنبيه ما عنده من الروح والدرجة والوسيلة، صلى الله عليه