الاصطدام بينهما فسحة للمسلمين استعادوا فيها بعض الحرية وانتشر بعض الحديث الممنوع نشره وعارض المسلمون الخلفاء في ما نهوا عنه فسمع الجيل الناشئ من الجيل المخضرم ما لم يكن يسمع ورآى بعض ما لم يكن يراه ومر علينا مخالفة الإمام علي الخليفة عثمان في متعة الحج ونقرأ في ما يلي بعض المخالفات في متعة النساء:
في المصنف لعبد الرزاق: ابن جريج عن عطاء قال: لأول من سمعت منه المتعة صفوان بن يعلى، قال: اخبرني ان معاوية استمتع بامرأة بالطائف فأنكرت ذلك عليه، فدخلنا على ابن عباس، فذكر له بعضنا، فقال له: نعم فلم يقر في نفسي، حتى قدم جابر بن عبد الله، فجئناه في منزله، فسأله القوم عن أشياء، ثم ذكروا له المتعة، فقال: نعم، استمتعنا على عهد رسول الله (ص)، وأبي بكر، وعمر حتى إذا كان في آخر خلافة عمر، استمتع عمرو بن حريث... 1 وفيه ان معاوية بن أبي سفيان استمتع مقدمه الطائف على ثقيف بمولاة ابن الحضرمي يقال لها: معانة قال جابر: ثم أدركت معانة خلافة معاوية حية، فكان معاوية يرسل إليها بجائزة كل عام حتى ماتت 2.
وفيه عن عبد الله بن خيثم قال: كانت بمكة امرأة عراقية تنسك جميلة، لها ابن يقال له: أبو أمية، وكان سعيد بن جبير يكثر الدخول عليها، قال: قلت: يا أبا عبد الله!
ما أكثر ما تدخل على هذه المرأة! قال: انا قد نكحناها ذلك النكاح - للمتعة - قال:
وأخبرني ان سعيدا قال له: هي أحل من شرب الماء - للمتعة - 3.
ومنذ هذا العصر انتشر القول بحلية متعة النساء والافتاء بها ففي المصنف لعبد الرزاق: ان عليا قال بالكوفة لولا ما سبق من رأي عمر بن الخطاب - أو قال: رأي ابن الخطاب - لأمرت بالمتعة ثم ما زنى الا شقي 4.
وفي تفسير الطبري والنيشابوري والفخر الرازي وأبي حيان والسيوطي واللفظ للأول: لولا أن عمر نهى عن المتعة ما زنى الا شقي 5.