وفي موضع آخر قال: " ان أحاديث الكتب الأربعة وأمثالها محفوفة بالقرائن، وأنها منقولة من الأصول والكتب المجمع عليها بغير تغيير ".
أما ما أورده الصدوق في أول كتابه الفقيه: " ولم أقصد فيه قصد المصنفين من إيراد جميع ما رووه، بل قصدت إلى إيراد ما أفتي به، وأحكم بصحته... ".
هذا الكلام لا يراد به الطعن على الكليني في كتابه، والانتقاص منه كما ذهب إليه بعض علمائنا المعاصرين حفظهم الله (1).
أما قول الصدوق في باب الوصي يمنع الوارث: " ما وجدت هذا الحديث الا في كتاب محمد بن يعقوب - رضي الله عنه، وما رويته إلا من طريقه... (2).
فهذا لا يدل على أن الصدوق على شك من روايات " الكافي "، وأن قوله:
" ما وجدت هذا الحديث إلا في كتاب محمد بن يعقوب، وما رويته إلا من طريقه... " لا يعني الطعن بمرويات الكليني - قدس سره، بل الظاهر العمل بهذه الرواية، وهذا خير دليل على حكمه بصحتها وقبولها، وإلا لا وجه - مع مبناه - أن يعنون بابا ويذكر رواية لا يقبلها.
ولو سلمنا أن قول الصدوق طعن فإنما هو كذلك في مقام وجود معارض أقوى له حقيقة أو في نظره، ومع ذلك فيه نقاش (3).