الصاحب يقول: قد لان لي أهل السواد في كل شئ إلا في خلق القرآن، ورأيت أبا عبد الله بن الزعفراني قد عدل عن مذهب آبائه إلى مذهب النجار، وتبرأ منه أهل الرساتيق، وبالري حنابلة كثير لهم جلبة، والعوام قد تابعوا الفقهاء في خلق القرآن، وأهل قم شيعة غالية، قد تركوا الجماعات وعطلوا الجامع، إلى أن ألزمهم ركن الدولة عمارته ولزومه... الخ " (1).
وقال أيضا: " يقع بالري عصبيات في خلق القرآن، وبقزوين أيضا بين الفريقين " (2).
أقول: لا يخفى أن تلك العصبيات في الري - وفي غيرها من المدن والأمصار - إنما كانت واتسع نطاقها بسبب حكام بني أمية وبني العباس، قال الشهرستاني:
" اعلم أن السلف من أصحاب الحديث لما رأوا توغل المعتزلة في علم الكلام، ومخالفة السنة التي عهدوها من الأئمة الراشدين، ونصرهم جماعة من امراء بني أمية على قولهم بالقدر، وجماعة من خلفاء بني العباس على قولهم بنفي الصفات وخلق القرآن... الخ " (3).
الفتن وخراب الري:
قال المقدسي الذي ألف كتاب " أحسن التقاسيم " في سنة 375 ه: " يقع بالري عصبيات في خلق القرآن، وبقزوين أيضا بين الفريقين " (4).
وقال ابن الأثير في " الكامل " في حوادث سنة 582 ه: " كان بمدينة الري