الاهتمام بالجانب العقلي لا نريد أن نتحدث عن فلسفة الشيخ الكليني وآرائه العقلية، وإظهار مسلكه في المسائل العقائدية والمتنازع عليها بين مذاهب المسلمين، بل يكفي أن نعطي صورة واضحة عن اهتمامه بالجانب العقلي من خلال الأبواب التي تطرق لها، والأحاديث التي اختارها، لتكون مادة مهمة، وأسسا عقائدية ثابتة للطائفة الناجية.
المسائل العقائدية والعقلية التي كشف الخمار عنها بأحاديث أهل البيت عليهم السلام، هي مسائل عديدة، نذكر منها: حدوث العالم وإثبات المحدث، وموضوع الخير والشر، والجبر والقدر والامر بين الامرين، والمشيئة والإرادة، والنسبة، والمعرفة، والبساطة والتركيب وهو باب أفرد له عنوان: النهي عن الجسم والصورة، وهكذا أفرد بابا بعنوان: النهي عن الكلام في الكيفية.
ولا يخفى أن المتكلمين من الشيعة لهم مواقف بطولية رائعة في إظهار معالم أهل البيت منذ صدر الاسلام، فهذا علي بن إسماعيل بن ميثم التمار من أوائل متكلمي الشيعة، ومن معاصري أبي هذيل العلاف وعمرو بن عبيد وضرار بن عمرو، والجميع من علماء القرن الثاني الهجري، وكانت بينهم وبين علي بن إسماعيل