الشيعة وتدوين الحديث كان الاهتمام بتدوين الحديث ديدن بعض الصحابة منذ زمن الرسول صلى الله عليه وآله، و قد فصلنا ذلك في كتابنا علم الرجال (1)، لكن مما ينبغي الإشارة إليه هنا: إن الإمام علي عليه السلام كان في طليعة أولئك الصحابة، حيث أنه وعى وحفظ كل ما قاله الرسول صلى الله عليه وآله له، وإن علم رسول الله صلى الله عليه وآله لا تجده مجتمعا إلا عند الامام أمير المؤمنين علي عليه السلام، حتى قال عنه الرسول صلى الله عليه وآله: " أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأتي الباب "، والحديث رواه جمع غفير من علماء الجمهور (2).
ثم إن الإمام علي كان أول من صنف في أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله، قال الشيخ النجاشي في ترجمة محمد بن عذافر: " أخبرنا محمد ابن جعفر، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد، عن محمد بن أحمد بن الحسن، عن عباد بن ثابت، عن عبد الغفار بن القاسم، عن عذافر الصيرفي، قال: كنت مع الحكم بن عيينة عند أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام فجعل يسأله وكان أبو جعفر له مكرها، فاختلفا في شئ فقال أبو