ب - الجهمية: وهي نسبة إلى مؤسس المدرسة جهم بن صفوان، المتوفى عام 128 ه. ظهرت هذه المدرسة قبل المعتزلة، وقالت بالجبر، وخلق القرآن، ونفي الصفات، وإنكار الرؤية، ولما ظهرت المعتزلة أخذت ببعض أقوال هؤلاء، وانتحلت أفكارهم، مما كان سببا في تسميتهم من قبل أهل السنة بالجهمية.
والجدير بالذكر ان الردود التي كتبت من قبل علماء السنة المتأخرين، كابن حنبل ومن جاء بعده، إنما كانوا يقصدون بالجهمية هم المعتزلة.
أما علماء السنة المتقدمين على ابن حنبل إنما كانت ردودهم على الجهمية هي الأولى، أتباع جهم بن صفوان، لأنهم أسبق من المعتزلة (1).
ج - القدرية: من عقائد المعتزلة قولهم بأن الناس هم الذين يقدرون أعمالهم، وأن الله سبحانه ليس له فيها صنع ولا تقدير (2).
غير أن هذا المعتقد كان سائدا بين مجموعة - سبقت المعتزلة - ذات مدرسة متميزة، مؤسسها معبد الجهني وغيلان الدمشقي، القائلين بالقدر، خيره وشره من الله سبحانه.
ولما كان المعتزلة يعتبرون غيلان الدمشقي واحدا منهم، وهذا من القائلين بالقدر، إذن من البديهي أن يتفقا على هذه التسمية، بل قل: إن المؤرخين لم يفرقوا بين الطائفتين، وهذا ما دأب عليه ابن قتيبة الدينوري ت 276 ه في كتاب " المعارف ": ص 207، وعبد القاهر البغدادي ت 429 ه في " أصول الدين ": ص 94 و 135، ط إسطنبول 1928.