ابن موسى الرضا لأخيه زيد بن موسى بن جعفر المسمى يزيد النار.
(في البحار) عن الحسن بن موسى الوشا البغدادي قال: كنت بخراسان مع علي ابن موسى الرضا في مجلسه وزيد بن موسى حاضر وقد اقبل على جماعة في المجلس يفتخر عليهم ويقول: نحن وأبو الحسن مقبل على قوم يحدثهم فسمع مقالة زيد وكان زيد قبل ذلك خرج بالمدينة واحرق وقتل ومن ذلك سمى يزيد النار فبعث إليه المأمون فأسر وحمل إلى المأمون بخراسان فقال المأمون: اذهبوا به إلى أبى الحسن، قال ياسر: فلما ادخل عليه قال له أبو الحسن (ع ": يا زيد أغرك قول سفطة أل الكوفة، وفى خبر: بقالي الكوفة، ان فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار والله ما ذلك إلا الحسن والحسين وولد بطنها خاصة، ان كنت ترى انك تعصى الله وتدخل الجنة وموسى بن جعفر يطيع الله ويصوم نهاره ويقوم ليله ويدخل الجنة وتجيئان سواء فأنت إذا أكرم على الله من موسى بن جعفر، والله ما ينال أحد ما عند الله إلا بطاعته، وزعمت انك تنال بمعصيته فبئس ما زعمت، وقد قال علي بن الحسين عليهما السلام لمحسننا كفلان من الاجر، ولمسيئنا ضعفان من العذاب، فقال زيد انا أخوك وابن أبيك فقال له أبو الحسن: أنت اخى ما أطعت الله عز وجل، ان نوحا قال: رب ان ابني من أهلي وان وعدك الحق وأنت احكم الحاكمين، فقال الله عز وجل: يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح، فأخرجه الله عز وجل من أن يكون من أهله بمعصيته.
قال الحسن الوشا: ثم التفت إلى أبو الحسن " ع " وقال: يا حسن كيف تقرؤون هذه الآية قال: (يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح) فقلت: من الناس من يقرأ انه عمل غير صالح ومنهم من يقرأ إنه عمل غير صالح فمن قرأ انه عمل غير صالح نفاه عن أبيه، فقال " ع ": كلا لقد كان ابنه ولكن لما عصى الله عز وجل نفاه عن أبيه، كذا من كان منا لم يطع الله فليس منا وأنت إذا أطعت الله فأنت منا أهل البيت.
أقول: خلق الله الجنة لمن اطاعه ولو كان عبدا حبشيا، وخلق النار لمن عصاه ولو كان سيدا قرشيا أو هاشميا، من أطاع الله فهو منهم وإن كان بعيدا كما يرى الحبشي الذي قتل مع الحسين " ع " كيف صار منهم وقف عليه أبو الأئمة وقال: اللهم بيض وجهه الخ.