بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧٦ - الصفحة ٢٣٩
{99 باب الغناء} الآيات: الحج: [فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور (1).
(١) الحج: ٣٠ وسيأتي في الاخبار المندرجة في هذا الباب أن الزور هو الغناء، والمفسرون إنما فسروه بشهادة الزور كما فسروا الرجس من الأوثان بما كانوا يلطخون الأوثان بدماء قرابينهم.
قال الطبرسي: " واجتنبوا قول الزور " يعنى الكذب، وقيل: هو تلبية المشركين " لبيك لا شريك لك الا شريكا " هو لك تملكه تملكه وما ملك ".
قال: وروى أصحابنا أنه يدخل فيه الغناء وسائر الأقوال الملهية، وروى أيمن بن خريم عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قام خطيبا " فقال: أيها الناس عدلت شهادة الزور بالشرك بالله، ثم قرأ " فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور " يريد أنه قد جمع في النهى بين عبادة الوثن وشهادة الزور.
أقول: سترى في طي الباب أحاديث متعددة تذكر أن المراد بقول الزور الغناء وقد ذكر اللغويون من معاني الزور مجلس الغناء، ذكره الفيروزآبادي، ولا منافاة بينها وبين ما ورد أن المراد بقول الزور شهادة الزور، فان اللفظ مشترك بين المعنيين، ولا قرينة صارفة يصرفه إلى واحد منهما، فيحمل على كلا المعنيين، وهذا نوع اطلاق لعل الله يوفقنا للتكلم عليه فيما بعد.
ومن الروايات غير المستخرجة في هذا الباب ما رواه زيد النرسي عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث قال: أما الشطرنج فهي الذي قال الله عز وجل: " اجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور " فقول الزور الغناء، ان المؤمن عن جميع ذلك لفي شغل، ماله والملاهي فان الملاهي تورث قساوة القلب، وتورث النفاق، وأما ضربك بالصوالج، فان الشيطان معك يركض، والملائكة تنفر عنك، وان أصابك شئ لم تؤجر ومن عثر به دابته فمات دخل النار.