بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٦٩ - الصفحة ٢٥٥
لا نطيعه إلا بوعد ما لا يقدر عليه فيعدها الحال تطييبا لقلبها أو يعتذر إلى انسان بالكذب وكان لا يطيب قلبه إلا بانكار ذنب وزيادة تودد فلا بأس به.
ولكن الحد فيه أن الكذب محذور. ولكن لو صدق في هذه المواضع تولد منه محذور، فينبغي أن يقابل أحدهما بالآخر، ويزن بالميزان القسط، فإذا علم أن المحذور الذي يحصل بالصدق أشد وقعا في الشرع من الكذب، فله الكذب وإن كان ذلك المقصود أهون من مقصود الصدق فيجب الصدق، وقد يتقابل الأمران بحيث يتردد فيهما، وعند ذلك الميل إلى الصدق أولى، لان الكذب مباح بضرورة أو حاجة مهمة فإذا شك في كون الحاجة مهمة فالأصل التحريم فيرجع إليه.
ولأجل غموض إدراك مراتب المقاصد ينبغي أن يحترز الانسان من الكذب ما أمكنه، وكذلك مهما كانت الحاجة له، فيستحب أن يترك أغراضه ويهجر الكذب، فأما إذا تعلق بغرض غيره. فلا يجوز المسامحة بحق الغير والاضرار به وأكثر كذب الناس إنما هو لحظوظ أنفسهم، ثم هو لزيادات المال والجاه ولأمور ليس فواتها محذورا حتى أن المرأة ليحكي من زوجها ما تتفاخر به وتكذب لأجل مراغمة الضرات وذلك حرام.
قالت أسماء: سمعت امرأة تسأل رسول الله صلى الله عليه وآله قالت: إن لي ضرة وأنا أتكثر من زوجي بما لا يفعل اضارها بذلك فهل لي فيه شئ؟ فقال: المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور، وقال النبي صلى الله عليه وآله: من تطعم بما لم يطعم، وقال لي وليس له، وأعطيت ولم يعط، كان كلابس ثوبي زور يوم القيامة، ويدخل في هذا فتوى العالم بما لا يتحققه، ورواية الحديث الذي ليس يثبت فيه، إذ غرضه أن يظهر فضل نفسه، فهو لذلك يستنكف من أن يقول: لا أدري وهذا حرام ومما يلتحق بالنساء الصبيان فان الصبي إذا كان لا رغبة له في المكتب إلا بوعد ووعيد وتخويف، كان ذلك مباحا.
نعم، روينا في الاخبار أن ذلك يكتب كذبة، ولكن الكذب المباح أيضا
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * الباب الرابع والتسعون * فضل الفقر والفقراء وحبهم ومجالستهم والرضا بالفقر وثواب اكرام الفقراء وعقاب من استهان بهم، وفيه: آيات، و: 86 - حديثا 1
3 في قول الصادق عليه السلام: الفقر الموت الأحمر، وبيان ذلك 5
4 قصة رجل موسر نقي الثوب ورجل معسر دون الثوب بحضرة الرسول صلى الله عليه وآله، وما قاله الشيخ بهاء الدين في بيانه 13
5 فيما قاله العلامة في الباب الحادي عشر 17
6 الألم الحاصل للحيوان 18
7 حالات الفقير، وما قاله أمير المؤمنين عليه السلام لبعض أصحابه في علة اعتلها، وما قاله السيد الرضي رضي الله عنه في شرحه 19
8 فيما قاله قطب الدين في قول أمير المؤمنين عليه السلام: إن المرض لا أجر فيه، وإشارة إلى حبط العمل 20
9 بحث شريف وتحقيق لطيف من العلامة المجلسي قدس سره حول الموضوع: البلاء: والمرض، والعوض، والجمع بين الآيات والاخبار 23
10 عن أبي جعفر عليه السلام: إذا كان يوم القيامة أمر الله تبارك وتعالى مناديا ينادي: أين الفقراء، وبيان الحديث 24
11 معنى قول أبي عبد الله عليه السلام: مياسير شيعتنا أمناؤنا على محاويجهم 27
12 تفسير قوله تبارك وتعالى: " ولولا أن الناس أمة واحدة " 28
13 في قول الصادق عليه السلام: كاد الفقر أن يكون كفرا وكاد الحسد أن يغلب القدر، وبيانه وشرحه وتوضيحه، وأن الفقر على أربعة أوجه 29
14 ذم الفقر، وقول رسول الله صلى الله عليه وآله: أعوذ بك من الفقر، وبيانه 32
15 معنى قوله تعالى: " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي " وأنها نزلت في أصحاب الصفة ورجل من الأنصار 38
16 فيما أوحى الله تعالى إلى إبراهيم عليه السلام: فلو ابتليتك بالفقر؟ 47
17 فضل الفقراء على الأغنياء 48
18 دعاء لدفع الفقر والسقم 49
19 فيما وعظ به لقمان عليه السلام ابنه 53
20 فيما قاله سلمان رضي الله تعالى عنه وعنا عند موته 54
21 * الباب الخامس والتسعون * الغنا والكفاف، وفيه: آيات، و: 29 - حديثا 56
22 الغنا الممدوح والمذموم 60
23 قصة مرور النبي صلى الله عليه وآله على راعي الإبل والغنم ودعائه صلى الله عليه وآله لهما 61
24 في قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنما أتخوف على أمتي من بعدي ثلاث خصال: 63
25 في قول الباقر عليه السلام: ليس من شيعتنا من له ثلاثون ألفا 66
26 * الباب السادس والتسعون * ترك الراحة، وفيه: حديث 69
27 في قول الصادق عليه السلام: لا راحة لمؤمن على الحقيقة إلا عند لقاء الله 69
28 * الباب السابع والتسعون * في الحزن، وفيه: ثلاث أحاديث 70
29 فيما قاله الإمام الصادق عليه السلام في الحزن، وما قيل لربيع بن خثيم، وما أوحى الله عز وجل إلى عيسى عليه السلام 70
30 * الجزء الثالث من كتاب الايمان والكفر * * أبواب الكفر ومساوئ الأخلاق * * الباب الثامن والتسعون * الكفر ولوازمه وآثاره وأنواعه وأصناف الشرك وفيه: آيات و: 32 - حديثا 74
31 عن أمير المؤمنين عليه السلام: الايمان على أربع دعائم: على الصبر، واليقين، والعدل، والجهاد، وكل واحد منهم على أربع شعب 89
32 الكفر على أربع دعائم: على الفسق، والعتو، والشك، والشبهة، وكل واحد منهم على أربع شعب 90
33 في أن النفاق على أربع دعائم 91
34 في أن الشرك أخفى من دبيب النمل 96
35 في أن الكفر على خمسة أوجه 100
36 * الباب التاسع والتسعون * أصول الكفر وأركانه، وفيه: 20 - حديثا 104
37 أصول الكفر ثلاثة: الحرص، والاستكبار، والحسد، وبيانه 104
38 عن النبي صلى الله عليه وآله: إن أول ما عصي الله عز وجل به ست، وبيانه 105
39 ثلاث من كن فيه كان منافقا وإن صام وصلى، وبيانه 108
40 ثلاث ملعونات وشرحه 112
41 شرار الرجال 115
42 فيما أوصى به النبي صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام: يا علي كفر بالله العظيم من هذه الأمة عشرة 121
43 * الباب المأة * الشك في الدين، والوسوسة، وحديث النفس، وانتحال الايمان، وفيه: آيات، و 24 - حديثا 123
44 العلة التي من أجلها يتمكن الشيطان بالوسوسة من العبد 124
45 في قول الصادق عليه السلام: إن الله يبغض من خلقه المتلون 126
46 التقية، وحوله بحث 129
47 * الباب الحادي والمأة * كفر المخالفين والنصاب وما يناسب ذلك، وفيه: 29 - حديثا 131
48 في أن الله تبارك وتعالى جعل عليا عليه السلام بينه وبين خلقه ليس بينهم وبينه علم غيره 133
49 فيمن أبغض أهل البيت عليهم السلام 134
50 الفتنة ومن ابتلى بها 138
51 مجلس المناظرة الذي قرره المأمون، وفضائل علي عليه السلام واسلامه وأنه أحق بالخلافة وإشارة إلى أبي بكر وعمر 139
52 في اجتماع المتكلمين في دار يحيى بن خالد بأمر الرشيد، وفيهم: هشام بن الحكم، وقوله: أصحاب علي وقت حكم الحكمين ثلاثة أصناف: مؤمنون، ومشركون، وضلال، وأصحاب معاوية ثلاثة أصناف: كافرون، ومشركون، وضلال 148
53 الخطبة التي خطبها الحسن المجتبى عليه السلام على صلح معاوية 151
54 بحث في كفر أهل الخلاف 156(ه‍)
55 * الباب الثاني والمأة * المستضعفين والمرجون لأمر الله، وفيه: آيات، و: 37 - حديثا 157
56 من المستضعف، والمرجون لأمر الله 157
57 حد المستضعف 160
58 فيما جرى بين الإمام الصادق عليه السلام وزرارة 166
59 فيما جرى بين أمير المؤمنين عليه السلام وبين الأشعث 170
60 في أن الله تبارك وتعالى امر نبيه صلى الله عليه وآله وسلم أن يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه 171
61 * الباب الثالث والمأة * النفاق، وفيه: آيات، و: ستة - أحاديث 172
62 في أن المنافقين ليسوا من عترة رسول الله صلى الله عليه وآله، والمؤمنين، والمسلمين 175
63 الخطبة التي خطبها أمير المؤمنين عليه السلام في وصف المنافقين 176
64 * الباب الرابع والمأة * المرجئة والزيدية والبترية والواقفية وساير فرق أهل الضلال وما يناسب ذلك، وفيه: 9 - أحاديث 178
65 العلة التي من أجلها سميت البترية بترية 178
66 الإمام الباقر عليه السلام وهشام بن عبد الملك، وقصة تسعة أسهم بعضها في جوف بعض 181
67 الإمام الباقر عليه السلام وعالم النصارى 185
68 الإمام الباقر عليه السلام ومدينة مدين 187
69 * الباب الخامس والمأة * جوامع مساوئ الأخلاق، وفيه: آيات، و: 31 - حديثا 189
70 يعذب ستة بست 190
71 فيمن لا يجد ريح الجنة 191
72 قصة نوح عليه السلام وحماره وإبليس، وما قاله إبليس في الحرص والحسد 195
73 قصة موسى بن عمران عليه السلام وإبليس 196
74 فيما وعظ به أمير المؤمنين عليه السلام لرجل سأله أن يعظه 199
75 بعض خطبة النبي صلى الله عليه وآله 201
76 * الباب السادس والمأة * شرار الناس، وصفات المنافق، والمرائي، والكسلان، والظالم، ومن يستحق اللعن، وفيه: آيات، و: 10 - أحاديث 202
77 في بيان الحكمة 204
78 سبعة لعنهم الله وكل نبي مجاب 205
79 علامات: الدين، والايمان، والعالم، والعامل، والمتكلف، والظالم، والمنافق، والآثم، والمرائي، والحاسد، والمسرف، والكسلان، والغافل 206
80 في قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن أبغض الناس إلى الله من يقتدى بسيئة المؤمن ولا يقتدي بحسنته 208
81 * الباب السابع والمأة * لعن من لا يستحق اللعن، وتكفير من لا يستحقه، وفيه: 5 - أحاديث 208
82 إذا خرجت اللعنة من في صاحبها ترددت فان وجدت مساغا وإلا رجعت على صاحبها 208
83 * الباب الثامن والمأة * الخصال التي لا تكون في المؤمن، وفيه: 4 - أحاديث 209
84 في قول الصادق عليه السلام: ستة عشر صنفا لا يحبونا 210
85 * الباب التاسع والمأة * من استولى عليهم الشيطان من أصحاب البدع وما ينسبون إلى أنفسهم من الأكاذيب وأنها من الشيطان، وفيه: 8 - أحاديث 213
86 في أن للابليس عرشا فيما بين السماء والأرض 213
87 في أن الشيطان لا يقدر أن يتمثل في صورة نبي ولا وصي نبي، وذم حمزة ابن عمارة البربري 214
88 في قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أبى الله لصاحب البدعة ولصاحب الخلق السيء بالتوبة 216
89 * الباب العاشر والمأة * عقاب من أحدث دينا أو أضل الناس وأنه لا يحمل أحد الوزر عمن يستحقه، وفيه: آيات، و: 10 - أحاديث 216
90 قصة رجل طلب الدنيا من حلال وحرام فلم يقدر عليها، فأتاه الشيطان فقال له: تبتدع دينا، ففعل، وما جرى له 219
91 * الباب الحادي عشر والمأة * من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره، وفيه: آية، و: 5 - أحاديث 222
92 معنى قوله تعالى: " أتأمرون الناس بالبر " 222
93 فيما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله ليلة المعراج 223
94 أعظم الناس حسرة يوم القيامة، وبيانه 224
95 * الباب الثاني عشر والمأة * الاستخفاف بالدين، والتهاون بأمر الله، وفيه: آيات، و: 4 - أحاديث 226
96 ولد الزنا وولد الحيض، وقول رسول الله صلى الله عليه وآله: أخاف عليكم استخفافا بالدين، وبيع الحكم، وقطيعة الرحم، وأن تتخذوا القرآن مزامير 227
97 * الباب الثالث عشر والمأة * الاعراض عن الحق والتكذيب به، وفيه: آيات، و: 3 - أحاديث 228
98 * الباب الرابع عشر والمأة * الكذب، وروايته، وسماعه، وفيه: آيات، و: 60 - حديثا 232
99 حقيقة الكذب، ومعناه، والنهي عن كذبة واحدة 233
100 في حرمة الكذب في الهزل 234
101 المزاح على حد الاعتدال مع عدم الكذب 236
102 في أن الكذب شر من الشراب، وبيان الحديث 237
103 شرح وتوضيح لقوله تعالى في قول يوسف عليه السلام: " أيتها العير إنكم لسارقون " وقول إبراهيم عليه السلام: " بل فعله كبيرهم " 238
104 لا يحل الكذب إلا في ثلاث 242
105 في إصلاح بين الناس 252
106 في ذم من وضع الاخبار في فضايل الأعمال والتشديد في المعاصي 256
107 فيما روت أسماء بنت عميس عن النبي صلى الله عليه وآله 258
108 قصة رجل قال لرسول الله صلى الله عليه وآله: علمني خلقا يجمع لي خير الدنيا والآخرة 262
109 * الباب الخامس عشر والمأة * استماع اللغو، والكذب، والباطل، والقصة، وفيه: آيات، و: 6 - أحاديث 264
110 ذم القصاص 264
111 * الباب السادس عشر والمأة * الرياء، وفيه: آيات، و: 265
112 الرياء ومعناه وما قاله بعض المحققين فيه 266
113 بحث حول الرياء بالتفصيل وأنه على ثلاثة أركان 268
114 الرياء بأصل الايمان وأصول العبادات 270
115 فيما قاله الغزالي في الرياء، والرياء بعد العمل 274
116 في أن الرياء شرك 281
117 معنى قوله تعالى: " بل الانسان على نفسه بصيرة " 291
118 معنى قوله تعالى: " فمن كان يرجو لقاء ربه " 297
119 عظيم الشقاق 300
120 قصة عابد مرائي في زمن دواد عليه السلام وشهادة خمسين رجلا له: لا نعلم منه إلا خيرا، فغفره الله 302
121 قصة رجل من بني إسرائيل وكان مراء فغير نيته 304
122 * الباب السابع عشر والمأة * استكثار الطاعة والعجب بالاعمال، وفيه: آيتان، و: 50 - حديثا 306
123 معنى العجب وأنه أشد من ذنوب الجوارح 306
124 قصة عالم وعابد 307
125 في أن للعجب درجات 310
126 العابد والفاسق 311
127 معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم: حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج 318
128 فيمن أعجب بنفسه ورأيه، وأن الأحمق المعجب برأيه ونفسه 320
129 * الباب الثامن عشر والمأة * ذم السمعة والاغترار بمدح الناس، وفيه: 7 - أحاديث 323
130 معنى قوله تعالى: " فلا تزكوا أنفسكم " وأن السمعة قول الانسان: صليت البارحة، وصمت أمس 323
131 العلة التي من أجلها نزلت قوله تعالى: " قل إنما أنا بشر مثلكم " 324
132 * الباب التاسع عشر والمأة * ذم الشكاية من الله، وعدم الرضا بقسم الله، والتأسف بما فات، وفيه آيتان، و: 24 - حديثا 325
133 فيمن شكى إلى مؤمن ومخالف 325
134 فيما يصلح للعباد، وتوضيح ذلك 327
135 فيما أوحى الله عز وجل إلى موسى بن عمران عليه السلام في عبده المؤمن 331
136 كيف يكون المؤمن مؤمنا، وشرحه وتوضيحه 335
137 * الباب العشرون والمأة * اليأس من روح الله، والامن من مكر الله، وفيه: آيات و: 3 - أحاديث 336