فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين، ولا تصغ إلى شبهات المضلين، وقد سبق منا بعض القول فيه.
17 - الكافي: عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نصر، عن عيسى الفراء، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة أمر الله تبارك وتعالى مناديا ينادي بين يديه: أين الفقراء؟ فيقوم عنق من الناس كثير فيقول:
عبادي! فيقولون: لبيك ربنا، فيقول: إني لم أفقركم لهوان بكم علي ولكن إنما اخترتكم لمثل هذا اليوم، تصفحوا وجوه الناس فمن صنع إليكم معروفا لم يصنعه إلا في فكافوه عني بالجنة (1).
بيان: كان تحتمل التامة والناقصة، كما مر " بين يديه " أي قدام عرشه وقيل: أي يصل نداؤه إلى كل أحد كما أنه حاضر عند كل أحد وفي النهاية فيه يخرج عنق من النار أي طائفة، وقال: عنق من الناس أي جماعة " لهوان بكم علي " أي لمذلة وهوان علي كان بكم " ولكن إنما اخترتكم " أي اصطفيتكم " لمثل هذا اليوم " أي لهذا اليوم فكلمة " مثل " زائدة نحو قولهم مثلك لا يبخل أو لهذا اليوم ومثله لاثيبكم قال في المصباح المثل يستعمل على ثلاثة أوجه: بمعنى التشبيه، وبمعنى نفس الشئ وزائدة، وقال: صفحت الكتاب قلبت صفحاته، وهي وجوه الأوراق وتصفحته كذلك وصفحت القوم صفحا رأيت صفحات وجوههم " لم يصنعه إلا في " الجملة جزاء الشرط أو صفة لقوله " معروفا " أي معروفا يكون خالصا والأول أظهر، ويومئ إليه قوله: " فكافوه عني ".
18 - الكافي: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن إبراهيم الحذاء، عن محمد بن صغير، عن جده شعيب، عن المفضل قال: قال أبو عبد الله عليه السلام:
لولا إلحاح هذه الشيعة على الله في طلب الرزق، لنقلهم من الحال التي هم فيها إلى ما هو أضيق (2).
بيان: " هذه الشيعة " أي الامامية، فان الشيعة أعم منهم، أو إشارة