عليه، ولا رغبة لهم فيه. أما تروي أن النبي صلى الله عليه وآله: يذاد قوم من أصحابي عن الحوض فأقول: يا رب أصحابي أصحابي فيقال لي: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، رجعوا القهقري، قلت: نعم، قال: ففكر في هذا. فقال الناس ما أرادوا وطال المجلس وعلت الأصوات وارتفع الكلام.
فقال يحيى بن أكثم: يا أمير المؤمنين قد أوضحت لمن أراد الله به الخير وبينت والله ما لا يقدر على أحد على دفعه، فأقبل علينا فقال: ما تقولون؟ قلنا:
كلنا يقول بقول أمير المؤمنين وفقه الله، قال: والله لولا أن رسول الله صلى الله عليه وآله قبل القول من الناس لم أكن لاقبله منكم، اللهم إني قد نصحت اللهم إني قد أرشدت، اللهم إني قد أخرجت الامر من عنقي اللهم إني أدين لك وأتقرب إليك بحب علي وولايته، فنهضنا من عنده، وكان هذا آخر مجلسنا منه (1).
28 - كتاب البرهان: أخبرنا محمد بن الحسن قال: حدثنا الحسن بن خضر عن أبيه، عن عثمان بن سهيل أن الرشيد أمر يحيى بن خالد أن يجمع المتكلمين في داره وأن يكون من وراء الستر من حيث يسمع كلامهم ولا يعلمهم بمكانه، ففعل ذلك فسأل بيان الحروري هشام بن الحكم فقال: أخبرني أصحاب علي وقت حكم الحكمين أي شئ كانوا؟ مؤمنين أم كافرين، قال: كانوا ثلاثة أصناف: صنف مؤمنون وصنف مشركون، وصنف ضلال، فأما المؤمنون فالذين عرفوا إمامة علي عليه السلام من كتاب الله عز وجل، ونص رسول الله صلى الله عليه وآله وقليلا ما كانوا، وأما المشركون فقوم مالوا إلى إمامة معاوية بصلح فأشركوا إذ جعلوا معاوية مع علي، وأما الضلال فمن خرج على سبيل العصبية والحمية للقبايل والعشاير، لا للدين.
قال: فما كان أصحاب معاوية؟ قال: ثلاثة أصناف صنف: كافرون، وصنف مشركون، وصنف ضلال، فأما الكافرون فقوم قالوا: معاوية إمام وعلي لا يصلح فكفروا وجحدوا إماما من الله عز وجل ذكره، ونصبوا إماما من غير الله، وأما المشركون فقوم قالوا: معاوية إمام وعلي يصلح لولا قتل عثمان، وأما الضلال