وأقول: المعنى المستفاد من الخبر قريب من المعنى الأول لان الفقر أيضا بلاء يصير سببا لافتتان الكفار إما بأن يقولوا لو كان هؤلاء على الحق لما ابتلوا بعموم الفقر فيهم، أو بأن يفروا من الاسلام خوفا من الفقر في هؤلاء.
" أموالا وحاجة " أي صار بعضهم ذوي مال وبعضهم محتاجين مفتاقين، ولا ينافي هذا كون الأموال في الكفار أو غير الخلص من المؤمنين أكثر، والفاقة في خلص المؤمنين أو كلهم أكثر وأشد.
13 - الكافي: عن العدة، عن البرقي، عن عثمان بن عيسى، عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: جاء رجل موسر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله نقي الثوب فجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فجاء رجل معسر درن الثوب فجلس إلى جنب الموسر فقبض الموسر ثيابه من تحت فخذيه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: أخفت أن يمسك من فقره شئ؟ قال: لا، قال: فخفت أن يصيبه من غناك شئ؟ قال: لا، قال: فخفت أن يوسخ ثيابك؟ قال: لا؟ قال: فما حملك على ما صنعت؟ فقال: يا رسول الله إن لي قرينا يزين لي كل قبيح ويقبح لي كل حسن، وقد جعلت له نصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله للمعسر: أتقبل؟ قال: لا، فقال له الرجل: لم؟ قال:
أخاف أن يدخلني ما دخلك (1).
بيان: " فجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله " قال الشيخ البهائي قدس سره:
" إلى " إما بمعنى " مع " كما قال بعض المفسرين في قوله تعالى: " من أنصاري إلى الله " (2) أو بمعنى عندكما في قول الشاعر: * أشهى إلي من الرحيق السلسل * ويجوز أن يضمن جلس معنى توجه أو نحوه " درن الثوب " بفتح الدال وكسر الراء صفة مشبهة من الدرن بفتحهما، وهو الوسخ، وأقول: في المصباح درن الثوب درنا فهو درن، مثل وسخ وسخا فهو وسخ وزنا ومعنى.
" فقبض الموسر ثيابه " قيل: أي أطراف ثوبه " من تحت فخذيه " كأن الظاهر