بيان: " بياع الهروي " أي بياع الثوب المعمول في هراة بخراسان " لا أصرفه في شئ " بالتخفيف وكأن " في " بمعنى " إلى " كقوله تعالى: " وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن " (1) أو على بناء التفعيل، يقال: صرفته في الامر تصريفا فتصرف قلبته فتقلب، والصديق الكثير الصدق في الأقوال والافعال بحيث يكون فعله لقوله موافقا، أو الكثير التصديق للأنبياء المتقدم في ذلك على غيره.
14 - الكافي: عن محمد بن يحيى، عن ابن عيسى، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية عن داود بن فرقد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن فيما أوحى الله عز وجل إلى موسى ابن عمران عليه السلام: يا موسى بن عمران ما خلقت خلقا أحب إلي من عبدي المؤمن فاني إنما أبتليه لما هو خير له وأعافيه لما هو خير له وأزوي عنه لما هو خير له وأنا أعلم بما يصلح عليه عبدي، فليصبر على بلائي، وليشكر نعمائي، وليرض بقضائي أكتبه في الصديقين عندي إذا عمل برضاي وأطاع أمري (2).
بيان: البلاء يكون في الخير والشر والأول هنا أظهر قال في النهاية:
قال القتيبي: يقال من الخير أبليته أبليه إبلاء، ومن الشر بلوته أبلوه بلاء والمعروف أن الابتلاء يكون في الخير والشر معا من غير فرق بين فعليهما ومنه قوله تعالى " ونبلوكم بالشر والخير فتنة " (3) وقال في حديث الدعاء: وما زويت عني مما أحب أي صرفته عني وقبضته انتهى.
15 - الكافي: عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى، عن فضيل بن عثمان، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
عجبت للمرء المسلم لا يقضي الله عز وجل له قضاء إلا كان خيرا له، وإن قرض بالمقاريض كان خيرا له، وإن ملك مشارق الأرض ومغاربها كان خيرا له (4).