يا رسول الله فبأي المنازل انزلهم عند ذلك؟ أبمنزلة ردة أم بمنزلة فتنة؟ فقال:
بمنزلة فتنة (1).
27 - كتاب البرهان: أخبرنا محمد بن الحسن قال: حدثني الحسن بن خضير قال: حدثني إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد البصري وحدثنا محمد بن يحيى وموسى بن محمد الأنصاري قالا: حدثنا إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل القاضي قال:
حدثني أبي إسماعيل بن إسحاق بن حماد واللفظ له قال: بعث إلي وإلى عدة من المشايخ يحيى بن أكثم القاضي فأحضرنا وقال: إن أمير المؤمنين يعني المأمون أمرني أن أحضر غدا مع الفجر أربعين رجلا كلهم فقيه، يفهم ويحسن الجواب فسموا من تعرفون؟ فسمينا له قوما فأحضرهم وأمرنا بالبكور.
فغدونا عليه قبل طلوع الشمس، فركب وركبنا معه، فدخل إلى المأمون وأمرنا أن نصلي فلم نستتم الصلاة حتى خرج الاذن فقال: ادخلوا فدخلنا وإذا أمير المؤمنين جالس على فراشه، وعلى سواده، والعمامة الطويلة، فلما سلمنا رد السلام ثم حدر عن عرشه ونزع عمامته وسواده وأقبل علينا وقال: إن أمير المؤمنين أحب مناظرتكم على مذهبه الذي هو عليه ودينه الذي يدين الله به، قلنا:
ليقل أمير المؤمنين أيده الله، فقال: إني أدين الله عز وجل بأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام خير خلق الله بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وأولى الناس بمقام رسول الله وأحقهم بالخلافة من بعده، فأطرقنا جميعا، فقال يحيى: أجيبوا أمير المؤمنين.
فلما رأيت سكوت القوم جثوت على ركبتي ثم قلت: يا أمير المؤمنين إن فينا من لا يعرف ما ذكر أمير المؤمنين من أمر علي، وقد دعا للمناظرة، ونحن مناظروه على ما ذكر، فقال: يا إسحاق إن شئت سألتك وإن شئت فاسألني، فاغتنمتها منه وقلت: بل أسأل، فقال: سل.
قلت: من أين قال أمير المؤمنين: إن علي بن أبي طالب عليه السلام أفضل