بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٦٦ - الصفحة ٢٨٤
طول، ثم التهبت فلبثت قليلا، ثم طفئت قليلا، ثم التهبت، ثم طفئت الثالثة فلم تعد فنظرنا إلى السواك فإذا ليس فيه أثر نار ولا حر ولا شعث ولا سواد، ولا شئ يدل على أنه حرق.
فأخذت السواك فخبأته وعدت به إلى الهادي عليه السلام وذلك سنة ست وعشرين ومائتين، بعد موت الجواد عليه السلام [فتحتم الغلط في التنازع] (1) قابلا وكشفت له أسفله وباقيه مغطى وحدثته بالحديث، فأخذ السواك من يدي وكشفه كله وتأمله ونظر إليه، ثم قال: هذا نور، فقلت له: نور جعلت فداك؟ فقال: بميلك إلى أهل البيت [وبطاعتك لي ولابائي ولأبي] وبطاعتك لي ولابائي أراكه الله (2).
رجال الكشي: عن علي، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن علي بن مهزيار مثله (3).

(1) الظاهر أن ما جعلناه بين المعقوفتين ليس من كلام الكشي وروايته، بل كان من كلام بعض المحشين مرتبطا معلقا بهذه الجملة، فاشتبه على النساخ ونقلوه إلى المتن، وذلك لان ابن مهزيار قال في أول الحديث: انه في سنة ست وعشرين ومائتين كان بالقرعاء منصرفه من الكوفة فاتقد مسواكه نورا، ثم قال في آخره " فخبأته وعدت به إلى الهادي عليه السلام وذلك سنة ست وعشرين ومائتين بعد موت الجواد عليه السلام قابلا " يعنى في العام القابل فكيف يكون السنة القابلة أيضا سنة ست وعشرين ومائتين فتحتم الغلط في التاريخ، فصحف لفظ التاريخ بالتنازع، وهو غير عزيز في نسخة الكشي.
وأما اعتراض ذاك المحشى فهو وارد، فان قول ابن مهزيار " قابلا " يعنى في العام القابل، وان احتمل أن يكون سافر في تلك السنة مرتين، الا ان قوله " بعد موت الجواد عليه السلام " وقد توفى عليه السلام سنة عشرين ومائتين، يظهر منه أن سفره هذا كان قبل فوته عليه السلام، ولعل الصحيح في صدر الحديث: سنة عشرين ومائتين، بدون لفظ الست.
(2) رجال الكشي ص 459.
(3) المصدر ص 460.
(٢٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 ... » »»
الفهرست