بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٦١ - الصفحة ٢٣١
هذا الامر:
فمن الناس من يقول: لا يبعد أن يكون لهذه الحيوانات عقول وأن يتوجه عليها من الله أمر ونهي، وقال آخرون: ليس الامر كذلك بل المراد منه أنه تعالى خلق فيها غرائز وطبايع توجب هذه الأحوال " ثم كلي من كل الثمرات " من للتبعيض أو لابتداء الغاية، رأيت في كتب الطب أنه تعالى دبر هذا العالم على وجه يحدث في الهواء طل لطيف في الليالي، ويقع ذلك الطل على أوراق الأشجار، فقد تكون تلك الأجزاء الطلية لطيفة الصور متفرقة على الأوراق والأزهار، وقد تكون كثيرة بحيث يجتمع منها أجزاء محسوسة، أما القسم الثاني فإنه مثل الترنجبين فإنه طل ينزل من الهواء ويجتمع على أطراف الشجر في بعض البلدان، وذلك محسوس، وأما القسم الأول فهو الذي ألهم الله تعالى هذا النحل تلتقط تلك الذرات من الأزهار و أوراق الأشجار بأفواهها وتأكلها وتغتذي بها، فإذا شبعت التقطت بأفواهها مرة أخرى شيئا من تلك الأجزاء ثم تذهب بها إلى بيوتها وتضعها هناك كأنها تحاول أن تدخر لنفسها غذاءها، فإذا اجتمع في بيوتها من تلك الأجزاء الطلية شئ كثير فذاك هو العسل.
ومن الناس من يقول: إن النحل تأكل من الأزهار الطيبة والأوراق العطرة أشياء، ثم إنه تعالى يقلب تلك الأجسام في داخل بطنه عسلا، ثم إنها تقئ مرة أخرى فذاك هو العسل، والقول الأول أقرب إلى العقل وأشد مناسبة للاستقراء فان طبيعة الترنجبين قريبة إلى العسل في الطعم والشكل، ولا شك أنه طل يحدث في الهواء ويقع على أطراف الأشجار والأزهار، فكذا هاهنا، وأيضا فنحن نشاهد أن هذا النحل إنما تغتذي بالعسل، ولذلك فانا إذا أخرجنا العسل من بيوت النحل تركنا لها بقية من ذلك العسل لأجل أن تغتذي بها، فعلمنا أنها تغتذي بالعسل، و أنها إنما تقع على الأشجار والأزهار لأنها تغتذي بتلك الاجزاء الطلية العسلية الواقعة من الهواء عليها، إذا عرفت هذا فنقول: قوله: " كلى من كل الثمرات " كلمة " من " ها هنا تكون لابتداء الغاية ولا تكون للتبعيض على هذا القول " فاسلكي
(٢٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * أبواب * * الحيوان وأصنافها وأحوالها وأحكامها * * الباب الأول * عموم أحوال الحيوان وأصنافها 1
3 تفسير الآيات، ومعنى قوله عز وجل: " وما من دابة في الأرض " 2
4 معنى قوله تبارك وتعالى: " إلا أمم أمثالكم " وما قيل في تفسيره 3
5 في أن من قتل عصفورا عبثا جاء يوم القيامة يعج إلى الله تعالى ويقول يا رب إن هذا قتلني عبثا 4
6 في أن البهائم والطيور مكلفة أم لا، وحشرها وإيصال الأعواض إليها 7
7 تفسير قوله تبارك وتعالى: " والله خلق كل دابة من ماء "، وسؤالات في هذه الآية لان كثيرا من الحيوانات غير مخلوقة من الماء كالملائكة، والجن من النار، وآدم عليه السلام من التراب، وعيسى عليه السلام من الريح، وكثيرا من الحيوانات يتولد لا عن النطفة 13
8 أقسام الحيوانات 15
9 فيما تقوله الحيوانات في صياحهن 27
10 الخطبة التي خطبها علي عليه السلام في صفة عجيب خلق أصناف من الحيوان، وشرحها وبيانها 39
11 فيما قاله الإمام الصادق عليه السلام للمفضل في الحيوان كلها 53
12 في آكلات اللحم من الحيوان، وذوات الأربع وأولادها، الحمار، والفرس، والثور 54
13 في الكلب، ووجه الدابة وذنبها، والفيل والفيلة 55
14 في الزرافة، والقرد، والبهائم 58
15 في الوحوش والسباع والهوام والحشرات ودواب الأرض، والفطن التي جعلت في البهائم 60
16 في الذرة، والنمل، والطير، وأسد الذباب، والطائر 62
17 في عجم العنب وغيره، والبيض، وحوصلة الطائر 64
18 في ريش الطير، والعصافير 66
19 في الخفاش وخلقته العجيبة، والنحل، والجراد 68
20 في السمك 70
21 شرح وتوضيح ومعنى لغات الحديث وضبط الأسماء 71
22 في القرد وأنه كان سريع الفهم، يتعلم الصنعة، وأن ملك النوبة أهدى إلى المتوكل قردا خياطا وآخر صائغا 73
23 في الايل وما يفعل ويأكل 75
24 في العنكبوت وأقسامها 79
25 بحث وتحقيق حول أعمال الحيوانات على جهة الفهم والشعور والطبايع والمعرفة 80
26 فيما قاله السيد المرتضى رحمه الله تعالى وإيانا فيما ورد في الأخبار الواردة بمدح أجناس من الطير والبهائم، والمأكولات والأرضين، وذم أجناس منها 82
27 قصة النملة 86
28 فيما يفعل الدب بالثور، والثعلب بالبق والبعوض 91
29 * الباب الثاني * أحوال الانعام ومنافعها ومضارها واتخاذها 97
30 في قول النبي صلى الله عليه وآله: البركة عشرة أجزاء تسعة أعشارها في التجارة، والعشر الباقي في الجلود 118
31 في الغنم والبقر والإبل 122
32 فيما سئله الإمام الصادق عليه السلام عن أبي حنيفة عن حماره 127
33 في مدح الشاة 132
34 في ذم الإبل 134
35 العلة التي من أجلها صار الثور غاضا طرفه لا يرفع رأسه إلى السماء، والعلة التي من أجلها صارت الماعز مفرقعة الذنب بادية الحياء والعورة، وصارت النعجة مستورة الحياء والعورة 141
36 * الباب الثالث * البحيرة وأخواتها 143
37 معنى قوله تعالى: " ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة " 143
38 * الباب الرابع * في ركوب الزوامل والجلالات 147
39 في أبل الجلالة، وركوب الزوامل 147
40 علة كراهة الركوب على الزوامل 148
41 * الباب الخامس * آداب الحلب والرعي وفيه بعض النوادر 149
42 * الباب السادس * علل تسمية الدواب وبدء خلقها 152
43 العلة التي من أجلها قيل للفرس أجد، وللبغلة عد، وللحمار حر 152
44 في أن أول من ركب الخيل إسماعيل عليه السلام وكانت وحشية 153
45 * الباب السابع * فضل ارتباط الدواب وبيان أنواعها وما فيه شومها وبركتها 158
46 في قول النبي صلى الله عليه وآله: الخيل معقود بنواصيها الخير 159
47 في قول الصادق عليه السلام: من سعادة المرء دابة يركبها في حوائجه 171
48 في أن الشوم في المرأة والفرس والدار 179
49 قصة رجل من بني إسرائيل وكان له زوجة حسناء وأنها كانت بغية 194
50 كان للنبي صلى الله عليه وآله حمار اسمه يعفور 195
51 * الباب الثامن * حق الدابة على صاحبها وآداب ركوبها وحملها وبعض النوادر 201
52 في قول النبي صلى الله عليه وآله: للدابة على صاحبها خصال ست، وبيان في تسبيح الحيوان 201
53 النهي على ضرب الحيوان 204
54 في أن مولانا السجاد عليه السلام حج على ناقته عشرين حجة ولم يقرعها بسوط 206
55 بعض مناهي النبي صلى الله عليه وآله وسلم 215
56 دعاء في الركوب، وآداب الركوب 218
57 * الباب التاسع * اخصاء الدواب وكيها وتعرقبها والاضرار بها وبسائر الحيوانات والتحريش بينها، وآداب انتاجها وبعض النوادر 221
58 معنى قوله تبارك وتعالى: " فليبتكن آذان الانعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله " 221
59 بحث حول اخصاء الحيوانات 222
60 في التحريش بين البهائم 226
61 * الباب العاشر * النحل والنمل وسائر ما نهى عن قتله من الحيوانات، وما يحل قتله منها من الحيات والعقارب والغربان وغيرها والنهى عن حرق الحيوانات وتعذيبها 229
62 بحث مفصل حول النحل 229
63 في قتل الحيوانات، وما يقتل في الحرم 248
64 في العقرب وقتلها 250
65 في الغراب 251
66 في قول الصادق عليه السلام: تعلموا من الغراب ثلاث خصال، وسبعة أشياء خلقها الله عز وجل لم تخرج من رحم، وقتل الوزغ 262
67 في أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن قتل خمسة، وأمر بقتل خمسة 264
68 في أن النبي صلى الله عليه وآله نهى أن يحرق شئ من الحيوانات بالنار 267
69 في امرأة ربطت هرة 268
70 * في قتل الحية * 271
71 في امرأة التي نامت في طريق الحج وانتبهت وحية متطوقة عليها لأنها بغت ثلاث مرات وكل مرة تلد ولدا فإذا وضعته بحر التنور فالقته فيه 272
72 في الحية وأسمائها 274
73 في الشقراق والحبارى والهدهد 285
74 في أكل الهدهد، والفاختة، والقبرة، والحبارى، والصرد، والصوام، والشقراق، والخطاف 297
75 * الباب الحادي عشر * القبرة والعصفور وأشباههما 300
76 في النهي عن قتل القبرة وأكل لحمها 300
77 في العصفور وأنواعه والنهي عن قتله عبثا، والبلبل 304
78 * الباب الثاني عشر * الذباب والبق والبرغوث والزنبور والخنفساء والقملة والقرد والحلم وأشباهها 310
79 في قتل البقة والبرغوث والقملة في الحرم 311
80 في أن الذباب نافع للجذام 312
81 في الخنفساء وأن رمادها نافع للقرحة 312
82 كيف يجمع الداء والشفاء في جناحي ذبابة 315
83 في البعوضة وقصتها مع نمرود 320
84 الباب الثالث عشر * الخفاش وغرايب خلقه وعجايب أمره 322
85 معنى قوله تبارك وتعالى: " إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير " وان الطير هو الخفاش وعجائب خلقته 322
86 الخطبة التي خطبها علي عليه السلام، ويذكر فيها بديع خلقة الخفاش، وفيها بيان وشرح وتوضيح لغات 323
87 * الباب الرابع عشر * في البوم 329
88 في البوم وانها تأوي الخراب لما قتل الحسين عليه السلام بعد إن كانت تأوي العمران 329
89 في أن كسرى قال لعامل له: صد لي شر الطير واشوه بشر الوقود وأطعمه شر الناس، فصاد بومة وشواها بحطب الدفلي واطعمها ساعيا، وقصة رجل كتب شعرا على قصر المأمون 332