شئت فقلت: والله لا أنقصها عن ألف درهم فدفع إلى ألف درهم فقال لي لو قلت مأة ألف درهم دفعتها إليك، فقلت لا أحب مالا فوق ألف درهم قال الطبراني وبلغني أن الشاهدين كانا محمد بن مسلمة وعبد الله بن عمر.
وقال في الحمار، وليس في الحيوان ما ينزو على غير جنسه ويلقح إلا الحمار و الفرس، وهو ينزو إذا تم له ثلاثون شهرا، ومنه نوع يصلح لحمل الأثقال ونوع لين الاعطاف سريع العدو، يسبق براذين الخيل.
ومن عجيب امره إذا شم رايحة الأسد رمى نفسه عليه من شدة الخوف منه يريد بذلك الفرار، ويوصف بالهداية إلى سلوك الطرقات التي مشى فيها ولو مرة واحدة وبحدة السمع.
وللناس في مدحه وذمه أقوال متباينة بحسب الأغراض فمن ذلك أن خالد ابن صفوان والفضل بن عيسى الرقاشي كانا يختاران ركوب الحمير على ركوب البراذين فاما خالد فلقيه بعض الاشراف بالبصرة على حمار فقال: ما هذا يا أبا صفوان؟ فقال:
هذا عير من نسل الكداد، يحمل الرجلة ويبلغني العقبة، ويقل داؤه ويخف دواؤه، و يمنعني من أن أكون جبارا في الأرض وأن أكون من المفسدين.
وأما الفضل فإنه سئل عن ركوبه فقال إنه أقل الدواب مؤنة، وأكثرها معونة وأخفضها مهوى، وأقربها مرتقى، فسمع أعرابي كلامه فعارضه بقوله: الحمار شنار والعير عار، منكر الصوت، لاترقابه الدماء، ولا تمهر به النساء، وصوته أنكر الأصوات.
قال الزمخشري: الحمار مثل في الذم الشنيع والشتمة ومن استيحاشهم لذكر اسمه أنهم يكنون عنه ويرغبون عن التصريح به، فيقولون الطويل الاذنين كما يكنى عن الشئ المستقذر وقد عد من مساوى الآداب أن تجرى ذكر الحمار في مجلس قوم أولى المروة.
ومن العرب من لا يركب الحمار استنكافا وإن بلغت به الرجلة الجهد.
والمروءة بالهمز وتركه قال الجوهري هي الانسانية، وقال ابن فارس الرجولية