ابن سعد يومه ذلك، ثم جمع قتلاه وصلى عليهم، ودفنهم - لعنهم الله - وترك [جسد] (1) الحسين - عليه السلام - وأهله وأصحابه بالعراء مرملين بالدماء.
ولما انفصل ابن سعد بن كربلاء، خرج قوم من بني أسد، فصلوا على تلك الجثث الطواهر المرملة بالدماء، ودفنوها على ما هي عليه الآن.
وأمر ابن سعد بأخذ النساء فأخذهن عن جسد الحسين - عليه السلام -، بالرغم لا بالرضا، وساروا بهن على أقتاب الجمال، بغير وطاء ولا غطاء، سبايا، طالبين الكوفة، وتركوا القتلى بأرض كربلاء، وتولى دفنهم قوم من بني أسد، وشالوا الرؤوس على الرماح، ومعهم ثمانية عشر رأسا علويا، على أطراف الرماح.
وقد رفعوها، وأشهروها على الاعلام، ورأس مولانا الحسين - عليه السلام - قد أخذ عمود نور من الأرض إلى السماء، كأنه البدر، وكان القوم يسيرون على نوره، وكان قد رفعوه على ذابل طويل، وسيروه على رأس عمر بن سعد. (2) الخامس والستون ومائة النور والقراءة والكلام والنار 1131 / 184 - وروى سهل بن حبيب الشهر زوري قال: كنت قد