يقول: إن الله قد أجرى على لسان أهل بيتي مصابيح الحكمة. (1) التاسع والثمانون ومائة الصحيفة التي عنده - عليه السلام - المأمور فيها أن يخرج إلى الشهادة 1248 / 301 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، عن أبي عبد الله البزاز، عن حريز، قال:
قال: قلت لأبي عبد الله - عليه السلام -: جعلت فداك، ما أقل بقاءكم أهل البيت، وأقرب آجالكم بعضها من بعض مع حاجة الناس إليكم؟!
فقال: ان لكل واحد منا صحيفة، فيها ما يحتاج إليه أن يعمل به في مدته، فإذا انقضى ما فيها مما امر به، عرف أن أجله، قد حضر، فأتاه النبي - صلى الله عليه وآله - ينعى إليه نفسه، وأخبره بما له عند الله، وان الحسين - عليه السلام - قرأ صحيفته التي أعطيها وفسر له ما يأتي، ينعي وبقي فيها أشياء لم تقض، فخرج للقتال، وكانت تلك الأمور التي بقيت، إن الملائكة سئلت الله في نصرته (2)، فاذن لها، فمكثت تستعد للقتال، وتتأهب لذلك، فنزلت، وقد انقضت مدته وقتل - عليه السلام -.
فقالت الملائكة: يا رب! أذنت لنا في الانحدار وأذنت لنا في نصرته، فانحدرنا وقد قبضته، فأوحى الله عز وجل إليهم أن ألزموا قبره، حتى تروه، وقد خرج فأنصروه، وأبكوا عليه وعلى ما فاتكم من نصرته