وان يرى نفسه به خارجا من حد التقصير وهذا مهلك لا محالة ناقل للعمل من كفة الحسنات إلى كفة السيئات، ومن رفيع الدرجات إلى أسفل الدركات (1).
روى سعد بن أبي خلف عن الصادق عليه السلام قال: عليك بالجد، ولا تخرجن نفسك من حد التقصير في عبادة الله وطاعته فان الله تعالى لا يعبد حق عبادته.
واما السرور مع التواضع لله جل جلاله والشكر له على التوفيق لذلك وطلب الاستزادة منه فحسن محمود.
قال أمير المؤمنين عليه السلام: من سرته حسنته، وسائته سيئته فهو مؤمن (2).
وقال عليه السلام: ليس منا من لم يحاسب نفسه كل يوم، فان عمل خيرا حمد الله واستزاده وان عمل سوء استغفر الله وقال عليه السلام: واعملوا عباد الله ان المؤمن لا يصبح ولا يمسى الا ونفسه ظنون عند ه (3).
فلا يزال زاريا عليها، ومستزيدا لها، فكونوا كالسابقين قبلكم والماضين أمامكم قوضوا (4) من الدنيا تقويض الراحل: واطووها (على) طي المنازل.
علاج العجب ان يتفكر فيما يؤدى إليه العجب: وهو يؤدى إلى المقت، واحباط العمل، ويتفكر في الآت التي اكتسب بها الطاعة واقتدر بها عليها، فهل هي الا ملكه؟ ثم ينظر فيما تناوله من القوت الذي أقام به صلبه فهل هو الا رزقه؟ ثم ينظر في العافية التي