والعناء فاصبر حتى يفتح الله لك بابا يسهل الدخول فيه. فيما أقرب الصنع من الملهوف (1) والامن من الهارب المخوف، فربما كانت الغير (2) نوعا من أدب الله، والحظوظ مراتب، فلا تعجل على ثمرة لم تدرك فإنما تنالها في أوانها واعلم أن المدبر لك اعلم بالوقت الذي يصلح حالك فيه، فثق بخيرته في جميع أمورك يصلح حالك، ولا تعجل بحوائجك قبل وقتها فيضيق قلبك وصدرك ويغشيك القنوط، واعلم أن للحياء مقتدرا فان زاد عليه فهو سرف، وان للحزم مقدارا (3) فان زاد عليه فهو تهور (4) واحذر كل زكى ساكن الطرف، ولو عقل أهل الدنيا خربت. فانظر إلى هذا الحديث وما اشتمل عليه من الآداب الغريزة واشتمل أيضا على التزهيد في الدنيا بقوله: ولو عقل أهل الدنيا خربت، فدل على أن العقل السليم يقتضى تخريب الدنيا وعدم الاعتناء بها، فمن عنى بها أو عمر هادل ذلك على أنه لا عقل له (5).
(١٢٥)