(الباب الأول) في الحث على الدعا ويبعث عليه العقل والنقل اما العقل فلان دفع الضرر عن النفس مع القدرة عليه والتمكن منه واجب وحصول الضرر ضروري الوقوع لكل انسان في دار الدنيا (1) إذ كل انسان لا ينفك عما يشوش (2) نفسه ويشغل عقله ويضر به اما من داخل كحصول عارض يغشى (3) مزاجه، أو من خارج كأذية ظالم، أو مكروه يناله من خليط (4) أو جار ولو خلا من الكل بالفعل فالعقل يجوز وقوعه فيها واعتلاقه بها.
كيف لا؟ وهو في دار الحوادث التي لا تستقر على حال ففجايعها لا ينفك عنها آدمي اما بالفعل أو بالقوة فضررها اما حاصل واقع أو متوقع الحصول وكلاهما يجب ازالته مع القدرة عليه والدعا محصل لذلك وهو مقدور فيجب المصير إليه