شرحبيل الكندي ثم خطب فقال: أيها الناس قد علمتم اني خليفة عمر وخليفة عثمان وقد قتل عثمان مظلوما وأنا وليه وابن عمه وأولى الناس بطلب دمه، فماذا رأيكم؟
فقالوا: نحن طالبون بدمه. فدعا عمرو بن العاص على أن يطعمه مصر، فكان عمرو يأمر بالحمل والحط مرارا. فقال له غلامه وردان تفكر ان الآخرة مع علي والدنيا مع معاوية فقال عمرو:
يا قاتل الله وردانا وفطنته * ابدا لعمري ما في الصدر وردان فلما ارتحل قال ابن عمرو له:
ألا يا عمرو ما أحرزت نصرا * ولا أنت الغداة إلى رشاد أبعت الدين بالدنيا خسارا * وأنت بذاك من شر العباد فانصرف جرير. فكتب معاوية إلى أهل المدينة،: ان عثمان قتل مظلوما، وعلي آوى قتلته فان دفعهم الينا كففنا عنه وجعلنا هذا الامر شورى بين المسلمين كما جعله عمر عند وفاته فانهضوا رحمكم الله معنا إلى حربه. فأجابوه بكتاب فيه:
معاوي أن الحق أبلج واضح * وليس كما ربصت أنت ولا عمرو نصبت لنا اليوم ابن عفان خدعة * كما نصب الشيخان إذ زخرف الامر رميتم عليا بالذي لم يضره * وليس له في ذاك نهي ولا أمر وما ذنبه إن نال عثمان معشر * أتوه من الاحياء تجمعهم مصر وكان علي لازما قعر بيته * وهمته التسبيح والحمد والذكر فما أنتما لا در در أبيكما * وذكركم الشورى وقد وضح الامر فما أنتما والنصر منا وأنتما * طليق أسارى ما تبوح بها الخمر وجاء أبو مسلم الخولاني بكتاب من عنده إلى أمير المؤمنين عليه السلام يذكر فيه:
وكان أنصحهم لله خليفته ثم خليفة خليفته ثم الخليفة الثالث المقتول ظلما فكلهم حسدت وعلى كلهم بغيت عرفنا ذلك ثم نظرك الشزر وقولك الهجر وتنفسك الصعداء وابطاؤك عن الخلفاء وفي كل ذلك تقاد كما يقاد الجمل المغشوش ولم نكن لاحد منهم أشد حسدا منك لابن عمك وكان أحقهم ان لا تفعل ذلك لقرابته وفضله فقطعت رحمه وقبحت حسنه فأظهرت له العداوة وبطنت له بالغش وألبت الناس عليه فقتل معك في المحلة وأنت تسمع الهايعة ولا تدرأ عنه بقول ولا فعل. فلما وصل الخولاني وقرأ الكتاب على الناس قالوا كلنا قاتلون ولأفعاله منكرون. فكان جواب أمير المؤمنين