المسترشد - محمد بن جرير الطبري ( الشيعي) - الصفحة ٦٥٧
فيه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): عمار جلدة بين عيني، وهذا حين ارتجز، وهم ينقلون حجارة المسجد بابيات سمعها من أمير المؤمنين (1):
(1) - قال أبو محمد عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري المتوفى (218) في كتابه:
السيرة النبوية، ج 2، ص 142: قال ابن إسحاق فدخل عمار بن ياسر، وقد اثقلوه باللبن فقال: يا رسول الله، قتلوني، يحملون علي ما لا يحملون. قالت أم سلمةزوج النبي صلى الله عليه وسلم:
فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفض وفرته بيده، وكان رجلا جعدا وهو يقول: ويح ابن سمية!
ليسوا بالذين يقتلونك. إنما تقتلك الفئة الباغية.
وارتجز علي بن أبي طالب رضي الله عنه يومئذ.
لا يستوي من يعمر المساجدا * يدأب فيه قائما وقاعدا ومن يرى عن الغبار حائدا قال ابن هشام: سألت غير واحد من أهل العلم بالشعر عن هذا الرجز، فقالوا: بلغنا أن علي بن أبي طالب ارتجز به، فلا يدري: أهو قائله أم غيره.
قال ابن إسحاق: فاخذها عمار بن ياسر فجعل يرتجز بها.
قال ابن هشام: فلما أكثر، ظن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم انه إنما يعرض به، فيما حدثنا زياد بن عبد الله البكائي عن ابن إسحاق. وقد سمى ابن إسحاق الرجل.
قال ابن إسحاق: فقال: قد سمعت ما تقول منذ اليوم يا بن سمية، والله اني لأراني سأعرض هذه العصا لانفك. قال: وفي يده عصا قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: ما لهم ولعمار!
يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار، إن عمارا جلدة ما بين عيني وأنفي، فإذا بلغ ذلك من الرجل فلم يستبق فاجتنبوه.
قال ابن هشام: وذكر سفيان بن عيينة عن زكريا عن الشعبي، قال: إن أول من بني مسجدا عمار بن ياسر.