فهذا قوله في رجلين متكافئين، فكيف بمن لا يقترن به أحد من الأمة، فإذا كان الامام هذه صفته، فدليله ظاهر، فإنه متى لم تكن هذه صفته ادعاها من لا يصلح لها كما قد ادعى، فالنبي خاتم الأنبياء والامام فلا غنى عنه كما قال الله: (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) (1).
فمن برهان أولهم الذي اقامه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ان الله خصه بالذرية التي أبى الله ان يخرجها الا من خير أرومة خلقها فان النبي قد صاهره رجال من بني عبد مناف، منهم: الربيع بن أبي العاص وعتبة بن أبي لهب، وعثمان بن عفان، فكان هو المصطفى لكرم النجل وطيب المغرس.
325 - ثم ما كان يظهر من أمر القوم في فقهه في الدين وكماله في العلم حتى كان عمر بن الخطاب الذي ادعوا له تسعة أعشار العلم (2) وانه شارك الناس في العشر العاشر (3) لا يمتنع مع كراهته إياه وبغضه له