المسترشد - محمد بن جرير الطبري ( الشيعي) - الصفحة ٦٣٦
قال فخر علي (عليه السلام) ساجدا، ثم قال: الحمد لله الذي من علي بالاسلام، وعلمني القرآن، وحببني إلى خير البرية خاتم النبيين وسيد المرسلين احسانا منه إلي وفضلا منه علي (1).
(١) - قال المغازلي في المناقب ص ٢٣٧ الرقم: ٢٨٥: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبيد الله بن القصاب البيع رحمه الله حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب المفيد الجرجرائي، حدثنا أبو الحسن علي بن سليمان بن يحيى، حدثنا عبد الكريم بن علي، حدثنا جعفر بن محمد بن ربيعة البجلي، حدثنا الحسن بن الحسين العرني، حدثنا كادح بن جعفر، عن عبد الله بن لهيعة، عن عبد الرحمن بن زياد، عن مسلم بن يسار، عن جابر بن عبد الله قال: لما قدم علي، بن أبي طالب بفتح خيبر قال له النبي صلى الله عليه وآله: يا علي لولا أن تقول طائفة من أمتي فيك ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك مقالا لا تمر بملا من المسلمين الا اخذوا التراب من تحت رجليك وفضل طهورك يستشفون بهما ولكن حسبك أن تكون مني وانا منك ترثني وارثك، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي، وأنت تبرئ ذمتي وتستر عورتي وتقاتل على سنتي وأنت غدا في الآخرة أقرب الخلق مني و أنت على الحوض خليفتي، وان شيعتك على منابر من نور مبيضة وجوههم حولي أشفع لهم ويكونون في الجنة جيراني، وإن حربك حربي وسلمك سلمي، وسريرتك سريرتي وعلانتيك علانيتي، وان ولدك ولدي. وأنت تقضي ديني وأنت تنجز وعدي، وان الحق على لسانك وفي قلبك ومعك وبين يديك ونصب عينيك، والايمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي، لا يرد علي الحوض مبغض لك، ولا يغيب عنه محب لك.
فخر علي عليه السلام ساجدا وقال: الحمد لله الذي من علي بالاسلام وعلمني القرآن، وحببني إلى خير البرية وأعز الخليقة، وأكرم أهل السماوات والأرض على ربه، وخاتم النبيين، وسيد المرسلين، وصفوة الله في جميع العالمين، إحسانا من الله العلي إلي وتفضلا منه علي.
فقال له النبي صلى الله عليه وآله: لولا أنت يا علي ما عرف المؤمنون بعدي لقد جعل الله عز وجل نسل كل نبي من صلبه، وجعل نسلي من صلبك يا علي، فأنت أعز الخلق وأكرمهم علي وأعزهم عندي ومحبك أكرم من يرد علي من أمتي.