المسترشد - محمد بن جرير الطبري ( الشيعي) - الصفحة ١٦٧
36 - وروى عن حذيفة، قال: قام رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إلى سباطة (1) قوم، فبال قائما ففج (2) حتى شفقت عليه أن يقع، فدنوت من عقبه، فصببت الماء من خلفه فاستحى (3) رواه هشام بن عبد الله، عن
(١) - السباطة: الكناسة تطرح في فناء البيت. الموضع الذي تطرح فيه الأوساخ.
(٢) - فج: باعد، بين رجليه. وفي " ش ": فبال فيها.
(٣) - فدنوت حتى قمت عند عقبيه فتوضأ فمسح على خفيه. ثم إن هذه الكلمة جاءت بتعابير مختلفة ومنها: فاستنجى، ومنها: فانتهى و: إنتهى.
قال أحمد المحمودي: هذه عقيدة أشياع بني أمية وزمرتهم ونعوذ بالله من ترهاتهم ويعتبرون أنفسهم من أمة نبي هو برئ منه، فإنا لله وإنا إليه راجعون. وحاشا حذيفة.
قال الحاكم في المستدرك ج ١ ص ١٨٥ أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي، حدثنا سعيد بن مسعود، حدثنا عبيد الله بن موسى، أنبأنا إسرائيل، عن المقدام بن شريح عن أبيه، قال: سمعت عائشة تقسم بالله ما رأى أحد رسول الله صلى الله عليه وآلهيبول قائما منذ أنزل عليه الفرقان.
[قال الحاكم:] هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، والذي عندي أنهما لما اتفقا على حديث منصور، عن أبي وائل، عن حذيفة، أن رسول الله أتى سباطة قوم فبال قائما، وجدا حديث المقدام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها معارضا له فتركاه والله أعلم.
حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أنبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني محمد بن مهدي، حدثنا عبد الرزاق، عن ابن جريح، عن عبد الكريم بن أبي المخارق، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر رضي الله عنه قال: رآني رسول الله صلى الله عليه وآله، وأنا أبول قائما، فقال: يا عمر لا تبل قائما، قال: فما بلت قائما بعد. وذكر أبو يعلى في المسند ج 8، ص 223 عن عائشة نحوه.
ومن أراد أن يعلم وهن هذا الحديث المجعول فعليه بمراجعة مجلة تراثنا، لمؤسسة آل البيت، العدد 32 و 33 ص 216، حديث السباطة سندا ودلالة.