شرح الأخبار - القاضي النعمان المغربي - ج ٣ - الصفحة ١٨٦
بني [الام] (1) يتوارثون دون بني العلات.
وهذا ما أجمع عليه أهل الفتيا. إلا أن يكون ادعى أن العباس قتل قبلهم، ولم تقم على ذلك بينة (2) مع أنه قد ادعى وطلب ما ليس
(1) هكذا صححناه وفي الأصل: ادم.
(2) من الوارث؟
لقد أجاد المؤلف في اثباته واستدلاله بأن العباس هو الوارث لاخوته من أمه وأبيه دون (محمد وعمرو) الاخوة من الأب.
واستشكاله على عمرو لطلبه ما ليس له في محله. ولكن الاشكال في أن العباس حسب تتبعنا للروايات لم يكن وارثا في ذلك الحال لان الطبقة الأولى إذا كانت موجودة تحجب الطبقة الثانية (التالية).
وقد أكدت روايات عديدة على وجودها، منها:
قال صاحب رياض الأحزان ص 60: وأقامت أم البنين زوجة أمير المؤمنين العزاء على الحسين عليه السلام، واجتمع عندها نساء بني هاشم يندبن الحسين وأهل بيته. وبكت أم سلمة، وقالت: فعلوها ملا الله قبورهم نارا.
وقال المامقاني في تنقيح المقال: ويستفاد من قوة إيمانها أن بشرا كلما نعى إليها أحدا من أولادها الأربعة قالت (ما معناه): أخبرني عن الحسين. فلما نعى إليها الحسين، قالت: قد قطعت أنياط قلبي أولادي كلهم فداء لأبي عبد الله الحسين عليه السلام ومن تحت الخضراء... الحديث.
وقال أبو الحسن الأخفش في شرح الكامل: وقد كانت تخرج إلى البقيع كل يوم ترثيه، تحمل ولده [العباس] عبيد الله، فيجتمع لسماع رثائها أهل المدينة وفيهم مروان بن الحكم فيكون لشجى الندبة.
ومن قولها رضي الله عنها:
يا من رأى العباس كر على جماهير النقد * ووراه من أبناء حيدر كل ليث ذي لبد أنبئت أن ابني أصيب برأسه مقطوع يد * ويلي على شبلي أمال برأسه ضرب العمد لو كان سيفك في يديك لما دنا منك أحد وقولها أيضا:
لا تدعوني ويك أم البنين تذكريني بليوث العرين كانت بنون لي ادعى بهم * قد واصلوا الموت بقطع الوتين تنازع الخرصان أشلاءهم * فكلهم أمسى صريعا طعين يا ليت شعري أكما أخبروا * بأن عباسا قطيع اليمين