شرح الأخبار - القاضي النعمان المغربي - ج ٣ - الصفحة ١٤٨
[ملاقاة الحر بالحسين] وأرسل الحر بن يزيد الحنظلي [اليربوعي] في خيل، فلقي الحسين عليه السلام بكربلاء (1)، فتواقفا.
(١) قال أبو مخنف: فبينا هو (يعني الحسين عليه السلام) جالس بالثعلبية، وإذا هو بالسواد قد ارتفع.
فقال لأصحابه: ما هذا السواد؟ فقال: انظروا ما هو.
فمضى منهم رجل، فقال: يا مولاي، خيل مقبلة علينا. إنتهى.
والثعلبية: من منازل طريق مكة إلى الكوفة بين شقوق والحزيمة.
وقال الصدوق في أماليه: وبلغ عبيد الله بن زياد لعنه الله الخبر، وأن الحسين قد نزل الرهيمية فأسرى إليه الحر بن يزيد في الف فارس. إنتهى.
وفي معجم البلدان ج ٣ حرف الراء: الرهيمية - بالتصغير - ضيعة قرب الكوفة، بينها وبيني خفية ثلاثة أميال.
وقال الشهيد الجلالي في حاشية القول السديد بشأن الحر الشهيد لجدي آية الله الخراساني ص 98: انها قرية صغيرة من ضواحي النجف. تقع غرب مدينة النجف الأشرف على طريق الحج البري، تبعد عن النجف 5 / 24 كم.
وقال المفيد في الارشاد ص 223: ثم سار (يعني الحسين عليه السلام) من بطن العقبة حتى نزل شراف، فلما كان في السحر أمر فتيانه فاستقوا من الماء فأكثروا ثم سار منها حتى انتصف النهار. فبينا هو يسير إذ كبر رجل من أصحابه. فقال له الحسين عليه السلام: الله أكبر، لم كبرت... قالوا: نراه والله أذان الخيل...
(فكان الحر وأصحابه).
شراف: منزل بعد بطن العقبة وقبل الرهيمية.
وعلى كل حال فان المذكور في كتب الأصحاب: أن الحسين لم تلتق مع الحر في كربلاء بل في طريق مكة إلى الكوفة وبالضبط في المنازل القريبة من الكوفة ثم أجبر على تغيير مسيره ورافقه الحر وأصحابه حتى نزل كربلاء.