فأعطاه إياه.
[1167] وكان إذا انقضى الشتاء تصدق بكسوته في الشتاء، وإذا انقضى الصيف تصدق بكسوته في الصيف. وكان يلبس من خير الثياب.
فقيل له: تعطيها من لا يعرف بقيمتها ولا يليق به لباسها، فلو بعتها وتصدقت بثمنها.
فقال عليه السلام: اني لأكره أن أبيع ثوبا صليت فيه.
[انقطاعه إلى الله] [1168] وكان إذا وقف في الصلاة لم يشتغل بغيرها ولم يسمع شيئا لشغله بالصلاة. وسقط بعض ولده في بعض الليالي، فانكسرت يده، فصاح أهل الدار، وأتاهم الجيران، وجئ بالمجبر [فجبر الصبي] وهو يصيح من الألم، وكل ذلك لا يسمعه.
فلما أصبح رأى يد الصبي مربوطة إلى عنقه، فقال: ما هذا؟
فأخبروه.
[فرزدق وقصيدته] [1169] وكان عليه السلام ورعا حليما وقورا جميلا، وحج في بعض السنين فجعل الناس ينظرون إلى جماله وكماله. ويقول من لم يعرفه لمن عسى أن يعرفه، من هذا؟! ليخبروه. قال قائل من الناس لفرزدق (1) من هذا؟