شرح الأخبار - القاضي النعمان المغربي - ج ٣ - الصفحة ١٤٦
[مأساة الطف] وجملة ذلك باختصار أنه خرج من مكة (1) يريد العراق، وانتهى ذلك إلى
(1) وعند عزمه على الخروج إلى العراق، قال في خطبة له:
الحمد لله، وما شاء الله، ولا قوة إلا بالله، خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف. وخير لي مصرع أنا لاقيه. كأن بأوصالي تتقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء. يملأن مني أكراشا جوفا وأجربة سغباء لا محيص عن يوم خط بالقلم.
رضا الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه، ويوفينا أجور الصابرين. لن نشذ عن رسول الله صلى الله عليه وآله لحمته، بل هي مجموعة له في حضيرة القدس، تقربهم عينه وينجز لهم وعده.
ألا ومن كان فينا باذلا مهجته، وموطنا على لقاء الله نفسه، فليرحل معنا، فاني راحل مصبحا إن شاء الله.
ضبط الغريب:
خط الموت: كتب الموت.
الأسلاف: الآباء المتقدمين.
الأوصال: الأعضاء.
عسلان: الذئاب الكثيرة السريعة العدو. وخلاصة المعنى (كأن بأوصالي تتقطعها عسلان الفلوات):
إن هؤلاء الذين يقاتلونني هم من موضع بين نواويس (وهي محلة قبور النصارى) وكربلاء، وهم أشد قساوة وخسة من الكلاب والذئاب.
أجربة: جمع جراب. وهو الهميا، أطلق على بطونها استعارة.
السغب: (بالفتح) الجوع.
المهجة: الروح الكرش: ما هو في الحيوان بمنزلة المعدة في الانسان.