شرح الأخبار - القاضي النعمان المغربي - ج ٣ - الصفحة ١٩٠
[الصدقات] (1) [1127] وروى هارون بن موسى، أن عبد الملك بن مروان (2) ولي علي
(١) ما هي الصدقات: وهي مجموعة أراضي وعيون وبساتين من:
ألف - أوقاف فاطمة: البساتين السبع التي أوصى لحوائط مخيرق اليهودي بها إلى النبي صلى الله عليه وآله، ومات مسلما، وهي: الدلال، وبرقة، والصافية، والمثيب، ومشربة أم إبراهيم، والأعراف، وحسني.
فأوقفها النبي صلى الله عليه وآله سنة سبع من الهجرة على خصوص فاطمة عليها السلام، وكان يأخذ منها في حياته لأضيافه وحوائجه، وعند وفاتها أوصت بهذه البساتين وكل ما كان لها من المال إلى علي عليه السلام، ومن بعده الحسن، ومن بعده إلى الحسين، ثم إلى الأكبر من ولد رسول الله صلى الله عليه وآله.
وأشهدت على الوصيةالمقداد بن الأسود، والزبير بن العوام (الكامل للمبرد ٣ / ١١٥، تاريخ المدينة ٢ / ٢٦٣).
ب - أوقاف علي عليه السلام: ومن الصدقات ما كان له في خيبر، ووادي القرى وسويقة الغفران، وبئر قيس، والشجرة، وعيون استخرجها في ينبع منها: يحير، وعين نولا، وعين أبي نيزر، وعين أبي ميرز وهي التي أراد معاوية أن يشتريها من الحسين عليه السلام عندما أصاب الحسين دين عظيم. فقال عليه السلام: إن أبي أوقفها ابتغاء وجه الله فلا أغيره (معجم البلدان ٥ / ١٨٠، تاريخ المدينة ٢ / ٢٤٩، الكامل للمبرد ٣ / ١١٤) وقد مر ذكرها في وصيته عليه السلام في الجزء العاشر من هذا الكتاب ص ٤٥٣، فراجع.
عوائد الصدقات: وقد بلغت غلة الصدقات أربعين ألف دينار (السيرة الحلبية ٢ / ٢١٩).
تولية الصدقات: أوصىعلي عليه السلام في أوقافه على الصدقات ابنه الحسن، ومن بعده الحسين عليه السلام، ومن بعده ممن يراه الحسين عليه السلام صالحا للقيام عليها. قال في العمدة ص ٨٥: وكان أمير المؤمنين عليه السلام قد شرط على أن يتولى صدقاته ولده من فاطمة دون غيرهم من أولاده.
بعض من تولاها: قام على هذه الأوقاف من بعد الحسين عليه السلامزين العابدين عليه السلام، فنازعه عمه عمرو بن علي بن أبي طالب عليه السلام إلى عبد الملك بن مروان (سفينة البحار ٣ / ٢٧٢، اللهوف ص ١٥، الارشاد ٢ / ١٣٩) فقاله له: يا أمير المؤمنين أنا ابن المصدق وهذا ابن فاطمة، فأنا أحق بها منه، فتمثل عبد الملك بقول ابن أبي الحقيق (التي مر ذكرها). ثم قال لعلي بن الحسين: قد وليتكها، فقاما وخرجا. فتناوله عمرو وآذاه، فما رد عليه السجاد عليه السلام شئ (المناقب ٤ / ١٧٣).
قال ابن عساكر في تاريخه: ٤ / ١٦٤: وممن تولى أمر الصدقات من بني الحسن: الحسن المثنى، فنازعه عمه عمرو الأطرف. وكان الحسن بن الحسن بن علي عليه السلام وصي أبيه، وولي صدقةعلي عليه السلام. فسأله الحجاج بن يوسف الثقفي - وهو على المدينة - أن يدخل عمرو بن علي في الوصية، فأبى. ثم قدم الحسن على عبد الملك، فرحب به، وكان الحسن قد أسرع إليه الشيب، فسأله الوليد عما قدم له، فأخبره بما سأله الحجاج، فكتب إليه أن امسك عنه، ووصله.
(٢) وهو أحد خلفاء الأمويين، ولد سنة ٢٦، واستعمله معاوية على المدينة، وهو ابن ١٦ سنة، وانتقلت إليه الخلافة بموت أبيه سنة ٦٥ ه، وتوفي سنة ٨٦ ه في دمشق. (الطبري ٨ / ٥٦. ميزان الاعتدال ٢ / 153).