فاطمة الزهراء عليها السلام [ذكر فضل فاطمة بنت رسول الله] كانت أحب بناته إليه وأكرمهن عليه، وخص الله عز وجل بها وصيه وخليفته من بعده على أمته، وهي أم الأئمة من ذريته. ولها من الفضل ما يطول ذكره. فمن ذلك ما رواه.
[958] الدغشي، عن عائشة، أنها قالت: أقبلت يوما فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله، تمشي - كأن مشيتها - مشيته فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وآله قال: مرحبا يا بنتي.
ثم أجلسها إلى جانبه، فأسر إليها سرا. فبكت [بكاء شديدا] (1).
فقلت لها: سبحان الله، خصك رسول الله صلى الله عليه وآله بسره وتبكين.
ثم أقبل عليها رسول الله، فاسر إليها سرا أيضا، فضحكت.
فقلت: ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن وضحكا أقرب من بكاء.
ثم سألتها بعد ذلك عما أسره إليها رسول الله صلى الله عليه وآله.
فقالت: ما كنت لأفشي سره في أيام حياته.