(إني أنا الله الملك القدوس) أي المتصرف بالأمر والنهي في المخلوقات والمنزه عن العيب والنقص وصفات الممكنات.
(السلام المؤمن المهيمن) من أسمائه تعالى «السلام» وهو في الأصل مصدر ووصفه تعالى به للمبالغة ومعناه السلامة عما يلحق الخلق من العيب والفناء والحاجة والغنى، وقيل للجنة دار السلام; لأن أهلها سالمون من الآفات، أو لأنها داره عز وجل، ومن أسمائه تعالى «المؤمن» لأنه الذي يصدق عباده وعده فهو من الإيمان بمعنى التصديق أو يؤمنهم في القيامة عذابه فهو من الأمان، والأمن ضد الخوف، ومن أسمائه «المهيمن» قيل: هو الرقيب الحافظ لكل شيء، وقيل هو الشاهد على الخلق، وقيل المؤتمن، وقيل القائم بامور الخلق وتدبيرهم، وقيل أصله المؤيمن أبدلت الهاء من الهمزة هو مفيعل من الأمانة.
(العزيز الجبار المتكبر) «العزيز» المنيع الذي لا يغلب أو لا يعادله شيء، أو لا مثل له ولا نظير، والجبار من أبنية المبالغة ومعناه الذي يقهر العباد على ما أراد من أمر ونهي وغيرهما من الامور التي ليس لهم فيها اختيار ولا قدرة على تغييرها، وقيل: هو العالي فوق خلقه: وقيل: هو الذي يجبر مفاقر الخلق وكسرهم ويكفيهم أسباب الرزق ويصلح أحوالهم والمتكبر العظيم من الكبر بالكسر وهي العظمة وهي عبارة عن كمال الذات والصفات، وقيل: هو المتعالي عن صفات الخلق، وقيل: المتكبر على عتاة خلقه.
(إني أنا الخالق البارىء المصور لي الأسماء الحسنى) هي التي لا نقص فيها ولا في مفهومها قال الشيخ في المفتاح: قد يظن أن الثلاثة مترادفة لأنها بمعنى الإيجاد والإنشاء فذكرها للتأكيد وليس كذلك بل امور متخالفة. ألا ترى أن البنيان يحتاج إلى تقدير في الطول والعرض، وإلى ايجاد بوضع الأحجار والأخشاب على نهج خاص وإلى تزيين ونقش وتصوير فهذه امور ثلاثة مترتبة يصدر عنه جل شأنه في إيجاد الخلائق من كتم العدم فله سبحانه باعتبار كل منها اسم على ذلك الترتيب.
(إني أنا الله الكبير) في العدة الكبير السيد، يقال لكبير القوم سيدهم وفي النهاية الكبير العظيم فهو والمتكبر متقاربان ألا أن في المتكبر دلالة على الزيادة.
2 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن عبد الله بن بكير، عن عبد الله بن أعين، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله تبارك وتعالى يمجد نفسه في كل يوم وليلة ثلاث مرات فمن مجد الله بما مجد به نفسه ثم كان في حال شقوة حوله الله عز وجل إلى سعادة يقول: «أنت الله لا إله إلا أنت رب العالمين، أنت الله لا إله إلا أنت الرحمن الرحيم، أنت الله لا إله إلا أنت العزيز