إلى الله في كل يوم سبعين مرة من غير ذنب وهذا الجواب يحتمل وجهين: أحدهما أن المصيبة قد تكون من غير ذنب كما أن التوبة قد تكون من غير ذنب والغرض منها زيادة الثواب ورفع الدرجات، حينئذ حكم الآية جار في غيرهم (عليهم السلام) والخطاب غير شامل لهم كما سيجيء، وثانيهما أن المكتسب أعم من الذنب وغيره كما أن التوبة أعم من ذنب وغيره فإن حسنات الأبرار سيئات المقربين، والفرق بين الجوابين تخصيص الحكم والمكتسب في الأول وتعميمهما في الثاني، والله أعلم.
2 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن علي بن رئاب قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) أرأيت ما أصاب عليا وأهل بيته (عليهم السلام) من بعده هو بما كسبت أيديهم وهم أهل بيت طهارة معصومون؟ فقال: «إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يتوب إلى الله ويستغفره في كل يوم وليلة مائة مرة من غير ذنب، إن الله يخص أولياءه بالمصائب ليأجرهم عليها من غير ذنب».
* الأصل:
3 - علي بن إبراهيم، رفعه قال: لما حمل علي بن الحسين صلى الله عليهما إلى يزيد بن معاوية فاوقف بين يديه قال يزيد لعنه الله: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) فقال علي بن الحسين (عليهما السلام): «ليست هذه الآية فينا إن فينا قول الله عز وجل: (وما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير)».
* الشرح:
قوله: (فقال علي بن الحسين (عليهما السلام): ليست هذه الآية فينا إن فينا قول الله عز وجل: (وما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير)) مصيبتهم واقعة في أهل الأرض والخطاب لهم والكتاب اللوح المحفوظ والضمير في نبرأها أي نخلقها للمصيبة أو الأرض أو الأنفس أو المخلوقات وذلك إشارة إلى اثباتها وحفظها وهو يسير سهل على الله سبحانه وان كان عسيرا صعبا على غيرة والمقصود أن مصيبتنا قدره الله تعالى لنا من غير ذنب ليأجرنا بها ويرفع درجتنا عنده، والله أعلم.