12 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن أبي الصباح الكناني قال:
كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فدخل عليه شيخ فقال: يا أبا عبد الله أشكو إليك ولدي وعقوقهم وإخواني وجفاهم عند كبر سني، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): «يا هذا إن للحق دولة وللباطل دولة وكل واحد منهما في دولة صاحبه ذليل وإن أدنى ما يصيب المؤمن في دولة الباطل العقوق من ولده والجفاء من إخوانه، وما من مؤمن يصيبه شيء من الرفاهية في دولة الباطل إلا ابتلي قبل موته، إما في بدنه وإما في ولده وإما في ماله حتى يخلصه الله مما اكتسب في دولة الباطل ويوفر له حظه في دولة الحق. فأصبر وأبشر».
* الشرح:
قوله: (فقال أبو عبد الله (عليه السلام): يا هذا إن للحق دولة وللباطل دولة وكل واحد منهما في دولة صاحبه ذليل إلى آخره) الحق والباطل مثل كفتى ميزان رفع أحدهما موجب لوضع الآخر وبالعكس، فإذا كانت الدولة دولة الباطل كان الباطل رفيعا وأهله عزيزا وكان الحق وضيعا وأهله ذليلا وإذا كانت الدولة ودلة الحق كان الأمر بالعكس، ثم إنه يصيب المؤمن في دولة الباطل مصائب كثيرة أدناها ما ذكر، كل ذلك لظهور الباطل وخفاء الحق وإن أصاب المؤمن في دولة الباطل رفاهية في العيش وسعة في الرزق وفراغ للخاطر فإنما هو غالبا لمماشاته مع أهل الباطل ومجاراته معهم ولو فرض عدم ذلك فلا شبهة في وقع التشابه بينه وبينهم ومن تشبه بقوم فهو منهم فلذلك كانت له سيئة يتخلص منها بالابتلاء قبل الموت ولما كان السائل في دولة الباطل وانتفت عنه الرفاهية أمره (عليه السلام) بالصبر على المصائب اللازمة في دولة الباطل وبشره بما أعد الله للصابرين.