وبالحق أنزلناه وبالحق نزل فعليه وبه بعث أنبياءه ورسله ونبيه محمدا صلى الله عليه وآله فأصل الدين معرفة الرسل وولايتهم وان الله عز وجل أحل حلالا وحرم حراما فجعل حلاله حلالا إلى يوم القيامة وجعل حرامه حراما إلى يوم القيامة فمعرفه الرسل وولايتهم وطاعتهم هي الحلال فالمحلل ما حللوا والمحرم ما حرموا وهم أصله ومنهم الفروع الحلال فمن فروعهم امرهم شيعتهم وأهل ولايتهم بالحلال من إقامة الصلاة وايتاء الزكاة وصوم شهر رمضان وحج البيت والعمرة وتعظيم حرمات الله عز وجل وشعايره ومشاعره وتعظيم البيت الحرام والشهر الحرام والطهر والاغتسال من الجنابة ومكارم الأخلاق ومحاسنها وجميع البر وذكر الله ذلك في كتابه فقال إن الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فعدوهم هم الحرام المحرم وأوليائهم الداخلون في امرهم إلى يوم القيامة وهم الفواحش ما ظهر منها وما بطن والخمر والميسر والربا والزنا والميتة والدم ولحم الخنزير فهم الحرام المحرم واصل كل حرام وهم الشر واصل كل شر ومنهم فروع الشر كله ومن تلك الفروع استحلالهم الحرام واتيانهم إياها ومن فروعهم تكذيب الأنبياء عليهم السلام وجحود الأوصياء عليهم السلام وركوب الفواحش من الزنا والسرقة وشرب الخمر والمسكر واكل مال اليتيم واكل الربا والخديعة والخيانة وركوب المحارم كلها وانتهاك المعاصي وإنما امر الله تعالى بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى يعني مودة ذوي القربى وابتغاء طاعتهم وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي وهم أعداء الأنبياء عليهم السلام وأوصياء الأنبياء عليهم السلام وهم المنهى عنهم وعن مودتهم وطاعتهم يعظكم بهذا لعلكم تذكرون.
وأخبرك انى لو قلت لك ان الفاحشة والخمر والزنا والميتة والدم ولحم الخنزير هو رجل وانا اعلم أن الله عز وجل قد حرم هذا الأصل وحرم فروعه ونهى عنه وجعل ولايته كمن عبد من دون الله وثنا وشركاء