وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم واخذنا منهم ميثاقا غليظا فإنه روى أن هذه الواو زايدة في قوله ومنك وإنما هو منك ومن نوح لان الله تبارك وتعالى أول ما اخذ الميثاق لنفسه على جميع الخلق انه ربهم وخالقهم فروي عن العالم عليه السلام أنه قال لما قال الله عز وجل في الذر لبني آدم الست بربكم أول من أجابه وسبق إلي، بلى رسول الله " ص " وهو قوله: وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم منك فقدمه كما سبق إلي الاقرار ثم قدم من سبق بعده فقال ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم واخذنا منهم ميثاقا غليظا فقدم النبي صلى الله عليه وآله لأنه أفضل هؤلاء الخمسة أولو العزم وذلك رد على من لم يفضل النبي " ص " على الأنبياء ثم قدم بعد هؤلاء الأربعة على الأنبياء فهم أفضل الأنبياء لأنه ذكر الأنبياء كلهم انه اخذ عليهم الميثاق في قوله وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ثم أبرز أفضلهم بالأسامي فقال منك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم فلما أبرزهم بأسمائهم علمنا أنهم أفضل الأنبياء.
مثل قوله في الملائكة من كان عدو الله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فان الله عدو للكافرين فجبرئيل وميكائيل هم من الملائكة وهم؟
أفضل من الملائكة كلهم لأنه سماهما.
ومثله في الذنوب في قوله إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن ثم سما بعضها فقال والاثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون فهذه الأمور هي من الفواحش داخلة في جملتها ولكنها أعظم الفواحش لأنه ذكرها بأسمائها والله تعالى اعلم.
ووجدنا في خاتمة النسخة المخطوطة هذه العبارة لكاتبها نضعها بنصها:
قد اتفق الفراغ بعون الله تعالى وحسن توفيقه من كتابة هذه النسخة الشريفة المباركة الميمونة في عصر يوم الأربعاء ثالث شهر شعبان المعظم سنة تسع وسبعين بعد الألف من الهجرة النبوية على مشرفها الف الف سلام