أهل الذكر الذين يجب سؤالهم والرد إليهم وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم وهم بغير شك ويجب التسليم لهم والرد إليهم كما قال سبحانه فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما وقد جاء في الحديث إنما الكفران يحدث أحدكم بالحديث فلم يقبله قلبه فينكره ويقول ما كان هذا وقد جاء عنهم عليهم السلام حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله الا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه الايمان فالملك الغير المقرب لا يحتمله والنبي الغير المرسل لا يحتمله والمؤمن الغير الممتحن لا يحتمله الا ترى ان موسى عليه السلام حيث رأى من الخضر عليه السلام مالا يعرفه أنكره ولم يطق حمله حتى فسره له وهو بمكانة من الله وقربة منه وفي الحديث نجا المسلمون وهلك المتكلمون والبلاء موكل بالمنطق.
من كتاب أمالي الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي رضي الله عنه عن أبي المفضل رضي الله عنه محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني باسناده إلى أبي سعيد الخدري قال حج عمر بن الخطاب في امرته فلما افتتح الطواف حاذى الحجر الأسود ومر فاستلمه ثم قبله وقال أقبلك واني لأعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع ولكن كان رسول الله صلى الله عليه وآله بك حفيا ولولا انى رأيته يقبلك لما قبلتك قال وكان في القوم الحجيج علي بن أبي طالب عليه السلام فقال بلى والله انه ليضر وينفع قال وبم قلت ذلك يا أبا الحسن قال بكتاب الله تعالى قال اشهد انك لذ وعلم بكتاب الله تعالى وأين ذلك من كتاب الله قال حيث انزل الله عز وجل (وإذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم الست بربكم قالوا بلى) شهدنا وأخبرك ان الله تعالى لما خلق آدم عليه السلام مسح ظهره فأخرج ذريته من صلبه نسما في هيئة الذر فألزمهم العقل وقررهم انه الرب وانهم العبيد فأقروا له بالربوبية وشهدوا على أنفسهم بالعبودية والله يعلم عز وجل انهم في ذلك على منازل مختلفة وكتب أسماء عبيده في رق وكان لهذا الحجر