يا أمير المؤمنين بما عرفت ربك فقال (ع) بفسخ العزم ونقض الهم لما ان هممت حال بيني وبين همي وعزمت فخالف القضاء عزمي فعلمت ان المدبر غيري، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
وبالاسناد عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله عز وجل خلق الخلق فعلم ما هم صايرون إليه وأمرهم ونهاهم فما امرهم به من شئ فقد جعل لهم السبيل إلى الاخذ به وما نهاهم عنه من شئ فقد جعل لهم السبيل إلى تركه ولا يكونوا آخذين ولا تاركين الا بإذن الله تعالى.
وبالاسناد عنه قال: حدثني أبي رحمه الله قال: حدثنا علي بن إبراهيم ابن هاشم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن حفص بن قرط عن أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله " ص " من زعم أن الله تبارك وتعالى يأمر بالسوء والفحشاء فقد كذب على الله ومن زعم أن الخير والشر بغير مشية الله فقد اخرج الله من سلطانه ومن زعم أن المعاصي بغير قوة الله فقد كذب على الله ومن كذب على الله ادخله الله النار.
قوله عليه السلام ومن زعم أن الخير والشر بغير مشية الله فقد اخرج الله من سلطانه; ومثله ما روي في الحديث عن حريم الحسين بن علي (ع) شاء الله ان يراهن سبايا.
أعلم ان المشية قد تكون مشية حتم كمشية الله سبحانه وتعالى لخلقنا على الصفات الجارية في علمه السابق فهو يقع كما شاء وقد تكون مشية تخليته للعبد بينه وبين فعله كما يخلى الله تعالى بين العصاة وبين معاصيهم إذ لم يتفضل عليهم ويعصمهم منها فمشيته فيها عدم عصمته لهم وتركه إياهم وأنفسهم بعد ما بين لهم من امره ونهيه فوافق علمه السابق في علمه لتمام حكمته وبلوغ ما جرى من علمه من الثواب للمطيع والعقاب للعاصي فمشيته في الشر التخلية من غير عصمة وإذ لم يشأ عصم كما خلى بين