قال إن الله تبارك وتعالى حيث خلق الخلق خلق ماء عذبا وماء مالحا أجاجا فأمزج الماءان واخذ طينا من أديم الأرض فعركه عركا شديدا فقال لا صحاب اليمين وهم كالذر يدبون إلى الجنة بسلام وقال لأصحاب الشمال إلى النار ولا أبالي ثم قال الست بربكم قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين قال ثم اخذ الميثاق على النبيين فقال الست بربكم وان هذا محمد رسولي وان هذا أمير المؤمنين قالوا بلى فثبتت لهم النبوة واخذ الميثاق على أولي العزم انني ربكم ومحمد رسولي وعلي أمير المؤمنين وأوصياؤه من بعده ولاة أمري وخزان علمي وان المهدي انتصر به لديني وأظهر به دولتي وانتقم به من أعدائي وأبعد به طوعا وكرها قالوا أقررنا يا رب وشهدنا. (*) وبالإسناد عن محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلي ابن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن حبيب السجساني قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول إن الله عز وجل لما اخرج ذرية آدم من ظهره ليأخذ عليه الميثاق بالربوبية له وبالنبوة لكل نبي فكان أول من اخذ له عليهم الميثاق نبوة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله ثم قال الله عز وجل لآدم انظر ماذا ترى قال فنظر آدم عليه السلام إلى ذريته وهم ذر قد ملؤوا السماء فقال آدم يا رب ما أكثر ذريتي ولا مر ما خلقتهم فما تريد منهم باخذك الميثاق عليهم قال الله عز وجل يعبدونني ولا يشركون بي شيئا ويؤمنون برسلي ويتبعونهم قال آدم يا رب فمالي أرى بعض الذر أعظم من بعض وبعضهم له نور كثير وبعضهم له نور قليل وبعضهم ليس له نور قال الله عز وجل كذلك خلقتهم لأبلوهم في كل حالاتهم قال آدم يا رب فتأذن لي في الكلام فأتكلم قال الله عز وجل له تكلم فان روحك من روحي وطبيعتك خلاف كينونتي قال آدم يا رب فلو كنت خلقتهم على
(١٥٥)