وأخبرك اني لو قلت إن الصلاة والزكاة وصوم شهر رمضان والحج والعمرة والمسجد الحرام والبيت الحرام والمشعر الحرام والطهر والاغتسال من الجنابة وكل فريضة كان ذلك هو النبي " ص " الذي جاء به من عند ربه لصدقت لان ذلك كله إنما يعرف بالنبي " ص " ولولا معرفة ذلك النبي " ص " والاقرار به والتسليم له ما عرفت ذلك فذلك من الله عز وجل على من يمن به عليه ولولا ذلك لم اعرف شيئا من هذا فهذا كله النبي " ص " واصله وهو فرعه وهو دعاني إليه ودلني عليه وعرفنيه وأمرني به وأوجب له علي الطاعة فيما أمرني به لا يسعني جهله وكيف يسعني جهل من هو فيما بيني وبين الله عز وجل وكيف يستقيم لي لولا أني أصف ان ديني هو الذي اتاني به ذلك النبي " ص " ان أصف ان الدين غيره وكيف لا يكون هو معرفة الرجل وإنما هو الذي جاء به عن الله عز وجل وإنما أنكر دين الله عز وجل من أنكره بان قال ابعث الله بشرا رسولا ثم قال أبشر يهدوننا فكفروا بذلك الرجل وكذبوا به وتولوا عنه وهم معرضون وقالوا لولا انزل عليه ملك فقال لهم الله تبارك وتعالى قل لهم من انزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس ثم قال في اية أخرى ولو أنزلنا ملكا لقضى الامر ثم لا ينظرون ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا والله تبارك وتعالى إنما أحب ان يعرف بالرجال وان يطاع بطاعتهم فجعلهم سبيله ووجهه الذي يؤتى منه لا يقبل من العباد غير ذلك لا يسأل عما يفعل وهم يسألون وقال فيما أوجب منه محبته لذلك من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا فمن قال لك ان هذه الفريضة كلها هي رجل وهو يعرف حد ما يتكلم به فقد صدق ومن قال على الصفة التي ذكرت بغير طاعة لا يغني التمسك بالأصل يترك الفرع شيئا كما لا يغنى شهادة أن لا إله إلا الله يترك شهادة ان محمدا رسول الله " ص " ولم يبعث الله نبيا قط الا بالبر والعدل والمكارم ومحاسن الأخلاق ومحاسن الاعمال والنهي عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن فالباطن منها ولاية
(٨٣)