العباد وهم أظلة قبل الميلاد فما تعارف من الأرواح ائتلف وما تناكر منها اختلف وبهذا الاسناد عن حبيب عمن رواه عن أبي عبد الله عليه السلام قال ما تقولون في الأرواح انها جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف قال: فقلت انا لنقول ذلك قال فإنه كذلك ان الله عز وجل اخذ من العباد ميثاقهم وهم أظلة قبل الميلاد وهو قوله عز وجل (وإذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم) إلى آخر الآية فمن أقر له يومئذ جاءت ألفته ههنا ومن أنكره يومئذ جاء خلافه ههنا. ومنه أبى رحمه الله قال حدثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب ابن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن ابن أذينة عن أبي عبد الله عليه السلام قال كنا عنده فذكر رجل من أصحابنا فقلنا فيه حدة فقال من علامة المؤمن أن تكون فيه حدة قال فقلنا له ان عامة من أصحابنا فيهم حدة فقال " ع " ان الله تبارك وتعالى في وقت ما ذراهم امر أصحاب اليمين وهم أنتم ان يدخلوا النار فدخلوها فأصابهم وهجها فالحدة من ذلك الوهج وأمر أصحاب الشمال وهم مخالفوكم ان يدخلوا النار فلم يدخلوها فمن ثم لهم سمت ولهم وقار. ومنه أبى رحمه الله عن سعد بن عبد الله عن محمد ابن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن عبد الله بن بكير عن زرارة قال سألت أبا جعفر " ع " عن قول الله عز وجل " وإذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم الست بربك قالوا بلى) قال ثبتت المعرفة ونسوا الموقف وسيذكرونه يوما ولولا ذلك لم يدر أحد من خالقه ولا من رازقه.
ومنه حدثنا محمد بن موسى المتوكل قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عبد الرحمن بن كثير عن داود الرقي عن أبي عبد الله " ع " قال لما أراد الله ان يخلق الخلق خلقهم ونشرهم بين يديه ثم قال لهم من ربكم فأول من نطق رسول الله [ص] وأمير المؤمنين عليه السلام والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين فقالوا أنت ربنا