وشماله وأمرهم جميعا ان يقعوا في النار فدخل أصحاب اليمين فصارت عليهم بردا وسلاما وأبى أصحاب الشمال بان يدخلوها.
وبالإسناد عن محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد ابن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن الله عز وجل لما أراد أن يخلق آدم " ع " أرسل الماء على الطين ثم قبض قبضة فعركها ثم فرقها فرقتين بيده ثم ذراهم فإذا هم يدبون ثم رفع لهم نارا فامر أهل الشمال ان يدخلوها فذهبوا إليها فهابوها ولم يدخلوها ثم امر أهل اليمين ان يدخلوها فذهبوا فدخلوها فامر الله عز وجل النار فكانت عليهم بردا وسلاما فلما رأي ذلك أهل الشمال قالوا يا رب أقلنا فأقالهم ثم قال لهم ادخلوها فذهبوا فقاموا عليها ولم يدخلوها فأعادهم طينا وخلق منها آدم عليه السلام وقال أبو عبد الله (ع) فلن يستطيع هؤلاء ان يكونوا من هؤلاء ولا هؤلاء ان يكونوا من هؤلاء قال فيرون ان رسول الله صلى الله عليه وآله أول من دخل تلك النار فذلك قوله عز وجل قل إن كان للرحمن ولد فانا أول العابدين.
يقول: عبد الله وفقيره ومسكينه حسن بن سليمان المدعى محبة الله ومحبة رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته وإن لم يكن معه بينة قوله عليه السلام فلن يستطيع هؤلاء ان يكونوا من هؤلاء ولا هؤلاء ان يكونوا من هؤلاء ظاهره الجبر وليس هو المراد مما ثبت وتحقق من مذهب آل محمد صلوات الله عليهم لكونه ينافي الثواب والعقاب.
والجواب عن هذا الظاهر أنه صلى الله عليه وآله أخبر الامر الباطن الذي جرى في علم الله عز وجل مما يؤل امر خلقه إليه ويختم لهم به وكان سببه طاعة من أطاعه ومعصية من عصاه في بدء الخلقة وهم ذر كما بين عليه السلام وشرح في الحديث ولا يلزم من اخباره بهذا العلم الذي علمه الله تعالى إياه وأظهره عليه وحدث هو عليه السلام به وانتقل من الغيب إلى الشهادة ومن السر إلى العلانية رفع القدرة والاختيار عن المكلفين فان