ومن دعا إلى عبادة نفسه كفرعون إذ قال انا ربكم الأعلى فهذا كله على وجه إن شئت قلت هو رجل وهو إلى جهنم وكل من شايعه على ذلك فإنهم مثل قوم الله عز وجل إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير لصدقت قم اني لو قلت إنه فلان وهو ذلك كله لصدقت ان فلانا هو المعبود من دون الله والمتعدي لحدود الله التي؟؟ عنها ان تتعدى.
ثم أخبرك ان أصل الدين هو رجل وذلك الرجل هو اليقين وهو الايمان وهو امام أهل زمانه فمن عرفه عرف الله ودينه ومن أنكره أنكر الله ودينه ومن جهله جهل الله ودينه ولا يعرف الله ودينه وشرايعه بغير ذلك الامام كذلك جرى بان معرفة الرجال دين الله عز وجل والمعرفة على وجهين معرفة ثابتة على بصيرة يعرف بها دين الله فهذه المعرفة الباطنة الثابتة بعينها الموجب حقها المستوجب عليها الشكر لله الذي من عليكم بها منا من الله يمن به على من يشاء من عباده مع المعرفة الظاهرة ومعرفة في الظاهر فأهل المعرفة في الظاهر الذين علموا أمرنا بالحق على غير علم به لا يحلق باهل المعرفة في الباطن على بصيرتهم ولا يصلون بتلك المعرفة المقصرة إلى حق معرفة الله كما قال في كتابه ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة الا من شهد بالحق وهم يعلمون فمن شهد شهادة الحق لا يعقد عليه قلبه ولا يبصر ما يتكلم به لم يثبه الله عليه ثواب من عقد عليه قلبه على بصيرة فيه وكذلك من تكلم بجور لا يعقد عليه قلبه لا يعاقب عليه عقوبة من عقد قلبه وثبت عليه على بصيرة وقد عرفت كيف كان حال رجال أهل المعرفة في الظاهر والاقرار بالحق على غير علم في قديم الدهر وحديثه إلى أن انتهى الامر إلى نبي الله صلى الله عليه وآله وبعده إلى من صاروا والى ما انتهت به معرفتهم وإنما عرفوا بمعرفة اعمالهم ودينهم الذي دانوا به الله عز وجل المحسن باحسانه والمسئ بإساءته وقد يقال إنه من دخل في هذا الامر بغير يقين ولا بصيرة خرج منه كما دخل فيه رزقنا الله وإياك معرفة ثابتة على بصيرة.