قوم يتولونا ويجعلونا أئمة ويصفون بان طاعتنا مفترضة عليهم كطاعة الله تعالى ثم ينكرون حجتهم ويخصمون أنفسهم لضعف قلوبهم فينقصونا حقنا ويعيبون ذلك على من أعطاه الله برهان حق معرفتنا والتسليم لأمرنا أترون ان الله تعالى افترض طاعة أوليائه على عباده ثم يخفى عنهم اخبار السماوات والأرض ويقطع عنهم مواد العلم فيما يرد عليهم مما فيه قوام دينهم فقال له حمران يا بن رسول الله أرأيت ما كان من قيام أمير المؤمنين والحسن والحسين عليهم السلام وخروجهم وقيامهم بدين الله وما أصيبوا به من قبل الطواغيت والظفر بهم حتى قتلوا وغلبوا فقال أبو جعفر عليه السلام ولو أنهم يا حمران حين نزل بهم ما نزل من ذلك سألوا الله تعالى ان يدفع عنهم ذلك وألحوا عليه في إزالة تلك الطواغيت عنهم وذهاب ملكهم لكان ذلك أسرع من سلك منظوم انقطع وتبدد وما كان الذي أصابهم لذنب اقترفوه ولا لعقوبة معصية خالفوه فيها ولكن لمنازل وكرامة من الله تعالى أراد أن يبلغوها فلا تذهبن بك المذاهب.
ومن كتاب ابن البطريق روى علي بن الحسين قال حدثنا هارون بن موسى قال حدثني محمد بن همام عن عبد الله بن جعفر الحميري عن عمر بن علي العبدي عن داود بن كثير الرقي عن يونس بن ظبيان قال دخلت على الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام فقلت يا بن رسول الله اني دخلت على مالك وعنده جماعة يتكلمون في الله فسمعت بعضهم يقول إن الله تبارك وتعالى وجها كالوجوه وبعضهم يقول له يدان واحتجوا بقول الله تعالى بيدي استكبرت وبعضهم يقول هو كالشاب من أبناء ثلاثين سنة فما عندك في هذا يا بن رسول الله قال وكان متكيا فاستوى جالسا وقال اللهم عفوك عفوك ثم قال يا يونس من زعم أن لله وجها كالوجوه فقد أشرك ومن زعم أن لله جوارح كجوارح المخلوقين فهو كافر بالله فلا تقبلوا شهادته ولا تأكلوا ذبيحته تعالى الله عما يصفه المشبهون بصفة المخلوقين وجه الله أنبيائه وأوليائه وقوله تالي خلقت بيدي فاليد القدرة وكقوله