وأيضا ما روي عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام الا وان امامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ومن طعامه بقرصيه الا وانكم لا تقدرون على ذلك ولكن أعينوني بورع واجتهاد وما عنى عليه السلام بعدم القدرة سلبها بالكلية وإنما أراد الصعوبة والمشقة والتعسر.
ونقول: ان أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وأهل بيته صلوات الله عليهم تحذو حذو القرآن العزيز ففيها المحكم والمتشابه والخاص والعام والناسخ والمنسوخ والمجمل والمفصل إلى غير ذلك ولا يحل لمؤمن ان يرد الحديث ان صح طريقه أو لم يصح بما يكون فيه مما لا يستبين معناه ويتضح كالقرآن العزيز وقد قال الصادق عليه السلام وقف عندكل ما اشتبه عليك فان الوقوف عند حيرة الضلال أهون من ركوب الأهوال ومن أعظم الأهوال رد علم آل محمد عليهم لا إليهم.
وفي الحديث عن الصادق عليه السلام ان رجلا قال له يا بن رسول الله الرجل يعرف بالكذب يأتينا عنكم بالحديث وما نعرفه أنرده عليه قال يقول لكم ان جعفر بن محمد يقول إن الليل ليس بليل والنهار ليس بنهار قال ما يبلغ إلى هذا فقال عليه السلام ان قال لك ان جعفر بن محمد يقول إن الليل ليس بليل والنهار ليس بنهار فلا تكذبه فإنك ان كذبته إنما كذبت جعفر بن محمد " ع " قال الله سبحانه وتعالى وما أوتيتم من العلم الا قليلا وما يعلم السامع ما قصد بالحديث.
وفى الحديث بعثنا معاشر الأنبياء نخاطب الناس على قدر عقولهم فمن ثم وجب التسليم وحرم الرد لتعدد درجات العقل وكثرتها لكن كلما خالف الكتاب العزيز والسنة المتفق عليها لا يجوز الا خذ به ولا يحل تكذيب راويه الا ان يرده إلى امام معصوم ويصح النقل عنه بالرد فيجوز حينئذ.
(رجعنا إلى أصل الباب).
وبالإسناد عن محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن داود العجلي عن زرارة عن حمران عن أبي جعفر (ع)