قبا إلى بني سالم بن عوف وعلي " ع " معه يوم الجمعة مع طلوع الشمس فحط لهم مسجدا ونصب قبلة فصلى بهم الجمعة ركعتين وخطب خطبتين ثم راح من يومه إلى المدينة على ناقته التي كان قدم عليها وعلي عليه السلام معه لا يفارقه يمشي بمشيته وليس يمر رسول الله " ص " ببطن من بطون الأنصار الا قاموا إليه يسألونه ان ينزل عليهم فيقول لهم خلوا سبيل الله الناقة فإنها مأمورة فانطلقت به ورسول الله صلى الله عليه وآله واضع لها زمامها حتى انتهت إلى هذا الموضع الذي ترى وأشار بيده إلى باب مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله الذي يصلي عنده بالجنايز فوقفت عنده وبركت ووضعت جرائها على الأرض فنزل رسول الله " ص " واقبل أبو أيوب مبادرا حتى احتمل رحله فأدخله منزله ونزل رسول الله " ص " وعلي (ع) معه حتى بنى له مسجد وبنيت له مساكن ومسكن علي (ع) فتحولا إلى منازلهما فقال سعيد بن المسيب لعلي بن الحسين عليهما السلام جعلت فداك كان أبو بكر مع رسول الله صلى الله عليه وآله حين اقبل إلى المدينة فأين فارقه فقال له ان أبا بكر لما قدم رسول الله " ص " إلى قبا فنزل بهم ينتظر قدوم علي " ع " فقال له أبو بكر انهض بنا إلى المدينة فان القوم قد فرحوا بقدومك وهم يستريثون اقبالك إليهم فانطلق بنا ولا تقم ههنا تنتظر عليا فما أظنه يقدم عليك إلى شهر فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله كلا ما أسرعه لست أريم حتى يقدم ابن عمي وأخي في الله وأحب أهل بيتي إلي فقد وفاني بنفسه من المشركين قال فغضب عند ذلك أبو بكر واشمأز وداخله من ذلك حسد لعلي " ع " فكان ذلك أول عداوة بدت منه لرسول الله " ص " في علي عليه السلام وأول خلاف على رسول الله " ص " فانطلق حتى دخل المدينة وتخلف رسول الله " ص " بقبا ينتظر عليا (ع) قال: فقلت لعلي بن الحسين (ع) فمتى زوج رسول الله " ص " فاطمة عليها السلام من علي فقال بالمدينة بعد الهجرة بسنة وكان لها يومئذ تسع سنين قال: علي بن الحسين عليهما السلام
(١٣٠)